الجزء الأول
الثألول العجيب وقصة الخلق المريب
أو
عودة ثومي
-1-
انتهت قصتنا الماضية بانفجار كبير وأنطلق على أثرها ثألول "ثومي" هائماً في الفضاء الفسيح بغير وجهة أو هدف. وكما نتذكر من أحداث القصة الماضية، فإن "ثومي" كان له ذكاء من نوع خاص، ولذلك كان قد أخذ احتياطاته ليحفظ نفسه من الحوادث غير المتوقعة، فقام بتطوير مصل عجيب وخلطه مع خلاصة جيناته النووية وبعض السماد الذي كان يصنعه وقام بحقنه في ثألوله المنتفخ.
وهكذا بعد أن ظل الثألول مسافراً عبر الفضاء، كان ينمو له جسد جديد بالتدريج، وهكذا عاد "ثومي" إلى الحياة. أكتمل نمو "ثومي" ثانية بعد فترة من الزمن، ولكنه كان ما يزال هائماً على وجهه في الفضاء الشاسع الفسيح.
-2-
كان "ثومي" يشعر بالملل الشديد، ففكر مع نفسه بأن يعمل شيئاً يسلي به وقته، فقرر أن يصنع كوكباً جديداً، فبدأ بالعمل بعزم ونشاط و أستغرق في هذا المشروع يومين كاملين، قام خلالهما بصنع كرة عجيبة في الفضاء، ثم عمل لأربعة أيام متواصلة بعدها ليبني رواسي وأعمدة كي يثبت عليها فيما بعد السقف والمصابيح التي تضيء في الظلام و تنطفئ في النهار والتي قام بوضع تصاميمها بنفسه.
كانت الأربعة أيام وقتاً كافياً لـ"ثومي" كي يضع الرتوش الأخيرة لعمله الفني ويضع قرب كل من الأعمدة نوعاً مختلفاً من الطعام والأقوات ، ثم قضى بعض الوقت ليصنع بعض الدمى من الطين، وبما أن الطين كان مختلف الألوان كانت أشكال الدمى الطينية التي يصنعها متعددة الألوان أيضاً منها الأبيض والأصفر والأحمر والبنفسجي والأخضر اللازوردي الفاتح والأسود الغامق*(1).
بعد أن أتم "ثومي" لعبه بالطين وتركه لينشف، وبخه ثألوله بشدة لأنه وسخ نفسه وهو يلعب بالطين، فقال الثألول: "كن فيكون" وهنا ظهر من العدم مسحوق الغسيل الأول في التاريخ، والذي ينظف أفضل من أي مسحوق أخر، ويجعل غسيلك ناصع البياض، وكل ذلك بفضل الحبيبات البرتقالية الجديدة والتي تم اختبارها في المختبر!.
-3-
بعد أن قام "ثومي" بتنظيف نفسه جيداً بإستعمال مسحوق الغسيل، قرر أن ينهي عمله ويصنع السقف الذي كان يريد وضعه فوق الأعمدة والرواسي، واستغرق في صنع السقف يوماً كاملاً، لم تكن عملية صعبة، فحين كان "ثومي" يلعب بالتراب والطين، تطاير منه الكثير ليشكل ما يشبه سحابة الدخان، فقام بجمعه وإعادة تصنيعه ليعمل منه سقفاً لا مثيل له، واحتاج ليوم أخر كي يملئ المصابيح الكثيرة التي علقها بالزيت ويشعلها كلها في مشهد احتفالي مهيب.
كان "ثومي" سعيداً جداً بمصابيحه المضيئة تلك، وكان قد صممها بتقنية عالية بحيث أنها تنطفئ بالنهار لتوفير الزيت وتشتعل من تلقاء نفسها عندما يلقي الليل سدوله.
كان "ثومي" في منتهى السعادة، رغم إنه كان متعباً جداً بعد هذه الأيام الثمانية الشاقة جداً، فذهب إلى كرسيه الصغير الهائم في الفضاء وجلس عليه، وهو يراجع المخطط الهندسي الذي وضعه ليصنع قطعته الفنية تلك، ومن ثم استغرق في نوم عميق والسعادة تغمره*(2).
هذا ما كان من أمر "ثومي" وقصة صنعه لقطعته الفنية الفريدة من نوعها والتي زينها بالمصابيح والتي عرفنا بأمرها من خلال مذكراته الشخصية التي وجدت مطمورة في رمال الصحراء قبل 1400 سنة من يومنا هذا.
الجزء الثاني
الملخص في تاريخ الكون المشخص
أو
مذكرات أمنا الأرض
في كل مكان أخر، كان هناك نوع أخر من المذكرات الشخصية، كتبها جدنا الكون وأمنا الأرض لنجدها نحن فيما بعد، كان الكون حكيماً جداً فوضع مذكراته في كل مكان يشمله، وتعلمت الأرض الفتية الحكمة منه فخبأت مذكراته على مدى ملايين السنين في طيات ملابسها وطبقات بنيتها لتحفظها حتى يجيء أولادها ويبحثوا عن هذه المذكرات كل في زمانه وكل في مكانه، فكان هذا يجد صفحة هنا وهذا يجد صفحة هناك، ويستمر الأحفاد بجمع الصفحات حتى تكتمل هذه المذكرات.
ولنلقي نظرة مختلسة ملخصة عما جاء في بعض صفحات هذه المذكرات من باب الفضول...
التاريخ: 5 بليون سنة من يومنا هذا أو 8,7 بليون سنة من الانفجار الكبير، لم أكن قد ولدت بعد، وكانت الشمس جد فتية ومليئة بالشباب المتدفق والجاذبية، كانت جزئيات المادة ما زالت تزداد وتتكون من تجمع الغبار الكوني الناجم عن الانفجار الكبير، مكونة كتلاً تدور حول الشمس وتزداد حجماً هنا وهناك بفعل جاذبية الشمس الساحرة التي لا تقاوم.
التاريخ: 4,7 بليون سنة من يومنا هذا، وأخيراً أصبح حجمي مناسباً كي يعطيني جدي الكون إسماً وإصبح كوكباً بمعنى الكلمة ويكون لي دور صغير في حفظ مذكراته لحين الحاجة إليها، لقد كان جدي حاله كحال كل العجائز، يدفن أشياءه الثمينة في كل مكان وزمان، كانت ما أزال ساخنة جداً في ذلك الوقت لأن الشمس كانت تلفح وجهي بحرارتها المتوقدة ولم أكن قد فصلت ثوبي الاوزوني بعد ولم يكن على سطحي أي نوع من أنواع الحياة، ولم أكن أعلم بعد إن كنت سأكون عقيمةً كباقي أخواتي التي تدور حول الشمس أم سأكون خصبة معطاء، هذا السؤال ظل يؤرقني كثيراً ولكني سأعرف إجابته بمرور الزمن.
التاريخ: 4,1 بليون سنة من يومنا هذا،بدأ وجهي يبرد قليلاً رغم إن بعض أجزاء جسدي ما زالت تشعر بالحرارة، مما ساعد بعض الأبخرة المتصاعدة لتتكاثف وتكون بعض الماء الذي أسد به رمقي، بدأت الأمطار بالتساقط لملايين السنين لتغطي معظم سطحي وتبردني شيئاً فشيئاً، تجمعت المياه وبدأت الأحماض الامينية Amino Acids والـنيكليوتيادس Nucleotides بتكوين فقاعات صغيرة بحكم إختلاف كثافتها عن كثافة المياه، فيما بعد قام أحفادي بتسمية هذه الفقاعات الصغيرة بالـمايكروسفيرز microspheres ، كانت هذه المايكروسفيرز قادرة على التفاعل مع ضوء الشمس وتنتج الطاقة، أما ما لم أكن أعلمه في ذلك الحين أن هذه الأحماض الامينية Amino Acids والـنيكليوتيادس Nucleotides هي الوحدة الاساسية لبناء الـ DNA أو الجينات بصورة عامة. كانت المايكروسفيرز تزداد عدداً وبتجمعها كونت ما عرف فيما بعد بإسم الحساء البدائي Primordial Soup .
لوحة للفنان ويلتنير Weltner بعنوان Primordial Soup
التاريخ: 3,9 بليون سنة من يومنا هذا، بدأت أول الصخور المعروفة بالتكون، حين عثر أبنائي عليها فيما بعد، لم يجدوا فيها أي شكل من أشكال الحياة.
التاريخ: 3,5 بليون سنة من يومنا هذا، واخيراً تأكدت أنني لست عقيمة، فقد برد سطحي إلى الدرجة التي تستطيع فيها المايكروسفيرز من التحول إلى كائنات صغيرة أحادية الخلية تتغذى على المواد الكيميائية البسيطة التي تحيط بها، دعا أبنائي أول أطفالي بالبكتيريا، آه لو تعرفون حجم سعادتي في ذلك اليوم، فقد أصبح لي أطفالٌ أخيراً. رغم إن فرحتي لم تكتمل لأن أولادي لا يستطيعون أن ينتجوا غذائهم من ضوء الشمس ، ولابد أن يقتاتوا على هذه الكيمياويات كي يشبعوا جوعهم.
التاريخ: 3,4 بليون سنة من يومنا هذا، امتلأت مياهي بالبكتيريا، وكانت نسبة الاوكسيجين شبه معدومة فوق سطحي لحد الآن، وكان هذا الاوكسيجين بمثابة السم لأطفالي البكتيريا، والذين لا يحبون إستعماله على الإطلاق رغم أنهم ظلوا يحاولون ذلك لملايين السنين فيما بعد حتى جاء اليوم الذي إستطاعوا فيه صنع غذائهم من ضوء الشمس.
التاريخ: 2,5 بليون سنة من يومنا هذا، كانت سعادتي غامرة وانا أرى أطفالي الصغار يصنعون غذائهم بأنفسهم من ضوء الشمس Heterophopic ، وأمتلأت المحيطات بالبكتيريا التي تستطيع تحويل ضوء الشمس إلى طاقة وغذاء. كانت لحظة فخر وازدهار، كانت بفعل بداية الحياة الجديدة. كان أطفالي يتغذون على الضوء وينتجون الاوكسيجين كناتج جانبي لعملية التحليل الضوئي، أحياناً أفكر كم يدين أبنائي الاخرين الذين جاءوا للحياة بعد ذلك لأختهم البكتيريا.
التاريخ: 2,0 بليون سنة من يومنا هذا، بدأ الاوكسيجين بالانتشار شيئاً فشيئاً فوق سطحي، ولكن نسبته ما زالت قليلة جداً، كانت البكتيريا الملامسة للآوكسيجين والتي تعيش ضمن نطاق سطح الماء قد تعودت على وجوده، وتطورت لتستفيد من هذا الاوكسيجين في تحويل الغذاء إلى طاقة Respiration .
التاريخ: 1,9 بليون سنة من يومنا هذا، بدأت الأمور تسير بسرعة لم أكن أتوقعها، فسرعان ما امتلأت أسطح محيطاتي بأولادي الذي يقدرون أن ينتجوا طاقتهم باستعمال الاوكسيجين.
التاريخ: 1,8 بليون سنة من يومنا هذا، كانت البكتيريا ما تزال بدون نواة، لذلك لم يستطع أبنائي بأن يدعونها خلية، بل كانوا يدعونها Prokaryotic ، لكن في تلك الفترة بدأ نوعين من البكتيريا التي تعيش في محيطاتي بالاندماج لتكوين كائن تكافلي، كان أحدها يحيط بالأخر، وبقوا لفترة طويلة نسبياً على هذه الشاكلة حتى لم يعد يستطيع على أحدهما أن يعيش بدون الأخر Symbiosis ، وأصبحت البكتيريا التي تعيش في الداخل تدعى بالـمايتوكوندريا Mitochondria وهي التي كانت مسئولة عن إنتاج الطاقة باستعمال الغذاء والاوكسيجين، وبمرور الزمن أصبح الاتحاد بين هذين الجزئين أساسا لتكوين جزءاً واحداً لا يتجزأ، دعي فيما بعد بوحيد الخلية Eukaryotic ، والتي أصبحت فيما بعد المكون الأساسي لكل أبنائي وأحفادي الذين جاءوا فيما بعد.
التاريخ: 1,7 بليون سنة من يومنا هذا، تكاثرت أحاديات الخلية وانتشرت في المحيطات وبدأ بعضها بالاندماج مع بعضها الأخر خلال البليون سنة التي لحقت ذلك.
التاريخ: 0,7 بليون سنة من يومنا هذا، كانت أحاديات الخلية قد بدأت بالتجمع مكونة مستعمرات من أحاديات الخلية، أو ما يدعى بالكائنات متعددة الخلايا، وكانت هذه الكائنات صغيرة وبسيطة، ومنها metazoans, segmented worms, coelenterates, arthropods والتي تطورت فيما بعد إلى كائنات أكبر حجماً وأكثر تعقيداً. وجعل انفجار الحياة التي نعرفها أقرب وأسرع.
التاريخ: 0,6 بليون سنة من يومنا هذا، تفجرت الحياة في المحيطات Cambrian Explosion ، وتعددت الأنواع والكائنات والتي كان لدى بعضها أصداف لتحمي بها نفسها، ووصلت نسبة الاوكسيجين على سطح الأرض إلى حوالي 2%.
التاريخ: 0,5 بليون سنة من يومنا هذا ، ظهرت أول الأسماك ومعها بعض الكائنات البحرية الأخرى.
التاريخ: 0,4 بليون سنة من يومنا هذا، بدأت نسبة الاوكسيجين بالازدياد خارج المحيطات بإزدياد الكائنات التي تنتجه في المحيطات، وبدأ ثوبي الاوزوني الجديد بالتكون، حين اتحددت ذرات الاوكسيجين ثلاثات ثلاثات مكونة جزيئات الأوزون، والذي حماني من الأشعة الضارة التي تصدرها الشمس والتي كانت تمنع أي نوع من الحياة فوق صخوري أو خارج محيطاتي ووصلت نسبة الاوكسيجين إلى 20% وظهرت أول النباتات البسيطة فوق صخوري.
التاريخ: 0,3 بليون سنة من يومنا هذا، تنوعت أنواع الأسماك أكثر فأكثر في المحيطات، وظهرت أولى الكائنات البرمائية Amphibians ، وأولى الحشرات بعدها، وتكونت أولى تكوينات اليابسة الضخمة نتيجة الحركة المستمرة لقارات الأرض وكانت تدعى Pangaea.
التاريخ: 0,2 بليون سنة من يومنا هذا، بدأت أولى الزواحف بالظهور، وبنهاية هذه الحقبة كانت الديناصورات قد تطورت منها. وإزدهرت النباتات وأصبحت أكثر تعقيداً.
التاريخ: 0,1 بليون سنة من يومنا هذا، بدأ عصر أكبر أولادي، لقد حكموا اليابسة لملايين السنين، تنوعت أحجامهم وكبرت أجسادهم، وأنا فخورة بهم، أنهم أولادي الديناصورات وبقوا يحكمون الأرض حتى 65 مليون سنة من يومنا هذا. وظهرت معهم الطيور وبعض اللبائن.
التاريخ: 3 مليون سنة من يومنا هذا، بدأ أصغر أحفادي وأقربهم إلى نفسي بالظهور، فظهرت الحيوانات اللبونة الشبيهة بالإنسان، Australiopithicus .
التاريخ: 50 ألف سنة من يومنا هذا، تطورت أولى السلالات البشرية أو الهومو-سابيانس Homo Sapiens .
كم كنت أتمنى أن نقرأ المزيد من مذكرات الأرض، كل صفحة دفنت في طبقة جيولوجية كاملة من ثوبها العتيد، تحيط بها وتأتي بعدها طبقة أخرى لتحيط بالطبقة الأولى وتحفظها من التلف أو التبديد، صفحات وصفحات متسلسلة بتسلسل مهيب، نقرأ فيها ونكتشف المزيد، أعطت لنا الأرض أسرار الماضي لنقرأها ونكتشف المزيد، أهدت بكرمها صفحات الماضي لكل من يسكن فوقها بدون تمييز أو ترهيب وقتل و تهديد و وعيد.
مع تحياتي
MHJ
هوامش الجزء الأول:
*(1): عمرو خالد / أقتباس: "إذن خلق آدم من تراب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر و الأبيض و الأسود، و بين ذلك والسهل والحزن، والخبيث والطيب" (الألباني/ السلسلة الصحيحة/ 1630).
فهناك رمال ناعمة بيضاء, وهناك أرض صخرية سوداء, وأخرى صفراء, وأخرى حمراء، لذا خُلق بنو آدم وألوان جلودهم مختلفة، بحسب المكان الذي جاؤوا منه, وجاءت صفاتهم كذلك مختلفة, فتجد الشخصية السهلة التي يُمكن أن تتعامل معها بسهولة, فتلك خُلقت من الأرض السهلة، وأخرى العنيفة القوية, وتلك من الأرض الصخرية الصلبة، وأخرى المنتجة المُحبة للعمل, وتلك من الأرض الخصبة التي كلما رويت أثمرت خيراً، وأخرى غير منتجة فهي كالأرض البور.".
http://www.grnaas.com/vb/archive/index.php/t-6283.html
*(2): قصة الخلق القرآنية / اقتباس: " في سورة "فصلت" .. تحدث أولا عن خلق الأرض .. خلق الأرض نفسها في يومين .. ثم أتم الخلق بأن جعل فيها رواسي .. وبارك فيها أقواتها في أربعة أيام .. هذه مرحلة خلق الأرض .. استغرقت أربعة أيام .. ثم بعد ذلك يقول الله سبحانه وتعالى :"ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ"، هنا انتقل الله سبحانه وتعالى من عملية خلق الأرض إلى خلق السماء . ".
http://www.alargam.com/numbers/ragm200.htm
هوامش الجزء الثاني:
* بليون سنة = 1,000,000,000 سنة ، (الف مليون سنة).
* الخط الزمني لتاريخ الكون مع جميع المصطلحات التي ظهرت في كل فترة من فتراته:
http://www.historyoftheuniverse.com/tl1.html
روابط إضافية ضمن نفس الموضوع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Age_of_the_universe
http://math.ucr.edu/home/baez/timeline.html
http://www.worldhistory-poster.com/en
* الخط الزمني لتاريخ كوكب الارض:
http://warrensburg.k12.mo.us/ew/ehissumm.html
* الخط الجيولوجي لكوكب الارض:
http://www.sdnhm.org/exhibits/mystery/fg_timeline.html
http://paleobiology.si.edu/geotime/main/index.html