مغامرات زغلول وبهلول على الكوكب المجهول

هبوط اضطراري

زغلول : " بهلول ، أعتقد أننا نفقد الطاقة في المحرك الأيسر"

بهلول : " مستوى الطاقة في انخفاض مستمر ، أعتقد أننا يجب أن نقوم بهبوط اضطراري!"

زغلول : " سأرسل نداء الاستغاثة إلى مركبتنا الأم ، وأنت حاول أن تجد كوكباً قريباً لنهبط عليه"

بهلول : " عُلم".

خلال ذلك بدأت المركبة الفضائية الصغيرة تترنح بشدة ، وبدأت المحركات تنخر بحدة...

بهلول : " يظهر لدي كوكب على الرادار ولكنني لا أجد له أثراً على الخرائط الفلكية !!"

زغلول : " لن أستطيع السيطرة على المركبة أكثر من ذلك، أعتقد أننا يجب أن نهبط على هذا الكوكب"

بدأت حركة المركبة بالتسارع عند دخولها مجال الكوكب المغناطيسي وفقد زغلول وبهلول الوعي....

كوكب الأدغال الغامض

بعد ساعات من ارتطام المركبة بسطح الكوكب بدأ زغلول و بهلول باستعادة وعيهما....

زغلول: " بهلول هل أنت بخير؟ "

بهلول : " نعم أنا بخير لكني أحس بدوار بسيط ، وأنت ؟"

زغلول: " أنا بخير أيضاً ، ما هي معدلات الأوكسجين على الكوكب؟ هل تعتقد أننا نستطيع الخروج من المركبة بدون البدلات الفضائية؟"

ضغط بهلول عدة أزرار على لوحة التحكم ، وبعد لحظات قال: " معدلات الأوكسجين طبيعية جداً، و استناداً إلى الكومبيوتر فإننا نستطيع الخروج".

كان الكوكب الذي هبط عليه زغلول و بهلول كثيف الأدغال، يغلب عليه الظلام بسبب تشابك الأحراش....

خرج زغلول وبهلول من مركبتهما الفضائية وهما ينظران حولهما بحثاً عن أية أثار للحياة على هذا الكوكب الغريب، ولكن كثافة الأدغال منعتهما من النظر بعيداً.

قرر زغلول و بهلول أن يتقاسما المهام، فيبدأ زغلول بإصلاح المركبة بينما يقوم بهلول بجولة على الكوكب ليتعرف عليه ويجمع بعض العينات من تربته لغرض تحليلها عند عودتهم للمركبة الأم.

المطاردة

بدأ بهلول بالتوغل داخل الأدغال المظلمة المتشابكة للكوكب الغامض، والتي تزداد كثافة كلما توغل أكثر. ولم يلحظ التحركات الغريبة التي كانت تجري حوله ولا العيون التي كانت تراقبه وتتربص به بين الأدغال.

وفجأة ظهروا عليه وهم يلوحون بسيوف يحملونها وهم يصرخون: " أمسكوا الجاسوس، أقتلوا الكافر..." ، كانوا أربعة مخلوقات غريبة، أشبه ما تكون بالقمل، كل منها بستة أطراف. لحسن حظ بهلول أنه كان يحمل مسدسه الإشعاعي معه، فسحبه وبدأ يطلق الإشعاع فوق رؤوس مهاجميه والذين شلتهم المفاجئة، مما أعطى بهلول الفرصة للهرب.

بهلول يركض و المخلوقات الأربعة تركض خلفه في محاولة للامساك به، ولكن بهلول كان أسرع منهم...

أما عند المركبة، فقد كان زغلول يعمل على إصلاح صمام الوقود للمحرك الأيسر، وكان العطل بسيطاً لحسن حظه. وما أن انتهى من إصلاح الصمام، حتى سمع صوت زميله بهلول وهو يصرخ محذراً من بين الأدغال.

فركض زغلول بسرعة إلى داخل المركبة وبدأ بإجراءات التشغيل، وفي نفس الوقت كان بهلول قد وصل إلى المركبة وأغلق بابها خلفه. ومن البعيد كانت صرخات المخلوقات الغريبة تقترب منهم :" أمسكوا الكافر.... اقطعوا رأسه......"...

الهرب

أنطلق زغلول و بهلول بالمركبة مخترقين الأدغال الكثيفة ومرتفعين في الفضاء، تاركين الكوكب الغريب ومخلوقاته الشبيهة بالقمل خلفهم.

قال بهلول وهو يزفر بارتياح : " لقد نجونا بأعجوبة من هذه المخلوقات البدائية الغريبة، ولكن ما يحزنني أنني لم أتمكن من التقاط أي صور هولوغرامية* لها".

أجابه زغلول:" لا تهتم، فقد شغلت كاميرات المركبة الخارجية لتلقط بعض الصور للكوكب كي نتمكن من دراستها عندما نصل إلى المركبة الأم".

بهلول بارتياح: " هذا عظيم، على الأقل لم تذهب مغامرتنا سدىً".

المركبة الأم

على المركبة الأم اجتمع الفريق العلمي ليستمعوا إلى تقرير زغلول و بهلول ويشاهدوا الصور التي التقطوها للكوكب خلال رحيلهم عنه. بدأ زغلول بعرض الصور التي التقطوها بينما كان بهلول يروي تفاصيل مغامرته مع المخلوقات الشبيهة بالقمل.

أثارت الصور فضول العلماء المجتمعين، فهم لم يروا من قبل كوكباً كهذا. لقد كان الكوكب الغريب أشبه برأس كبير جداً نصفه غابة كثيفة جداً والنصف الأخر فيه بعض التضاريس الغامضة ولا شيء غير ذلك.

فهل عرفتم في لحية أي وهابي سقط زغلول و بهلول؟

مع تحياتي....

MHJ

" أم أتش جي"

* الصور الهولوغرامية : Hologram Pictures صور ثلاثية الأبعاد، يتم الحصول عليها من خلال مسح الجسم المراد تصويره بأشعة الليزر وبعد ذلك عرضه بصورة ثلاثية الأبعاد أما باستعمال أشعة الليزر أو ضوء خاص. أخترع هذه التقنية العالم دينيس كابور Dennis Gaborفي عام 1948 .