مغامرات سوبر مسلم 3

المغامرة الثالثة

شيحة و الزومبي

أو

الموتى الأحياء في عهد أخر الأنبياء

-1-

الزمان: يومين بعد عيد الهالوين Halloween.

كان يوماً سعيداً للشيخ "فشلوق" عندما توفيت زوجته الاولى "شكرية"، حيث أنها فسحت المجال له كي يتزوج مرة أخرى، ويبقى عدد زوجاته اربعاً كما هو الحال دوماً. وقد كان يتمنى موت "شكرية" كي يتزوج إبنة جاره ذات التسعة أعوام على سنة الله ورسوله ويضيفها إلى قائمة زوجاته.

في اليوم التالي لموت "شكرية"، إستدعى "فشلوق" ربيبه "شيحة" وقال له:

"اسمع يا شيحة، بعد أن تفتح صناديق السلاح الذي وصل البارحة وترتب ما فيها من سلاح قي السرداب ، أريدك أن تأخذ جثمان زوجتي "شكرية" وتطير به إلى زمن الرسول كي تدفنها قرب زوجاته و زوجات باقي الصحابة".

فأجابه "شيحة" : "سمعاً وطاعة يا شيخنا".

-2-

قبل ثلاثة أيام من هذه الحادثة، وفي مقبرة تقع في شمال ولاية فيلادلفيا الأمريكية وبالتحديد في ليلة الهالوين، كانت هناك حركة مريبة تحت أحد القبور المنسية، والتي يحمل شاهدها اسم "هاريسون غراهام Harrison Graham"* ..... بدأ شاهد القبر يرتج بشدة والأرض التي تحته تنشق وتنفتح بطريقة مشئومة مرعبة.... وصوت البوم يتناهى إلى السمع وهو ينذر بالشر.

انفتح القبر ونهض منه شخصٌ أسود البشرة، مخيف الشكل..... لقد عاد "هاريسون غراهام" إلى الحياة، والأسوأ أنه عاد بهيئة ميت حي أو زومبي.... وكانت تسيطر على عقله الميت المختل فكرة واحدة، وهي الانتقام من صاحب الدار التي كان يسكن بها والذي تسبب بإلقاء القبض عليه ومحاكمته في سنة 1988.

بدأ "هاريسون" الميت الحي بالسير في شوارع ولاية فيلادلفيا المظلمة متجهاً إلى الدار التي كان يسكن بها سابقاً، وحين وصل إلى هناك سئل عن صاحب الدار، فقال له أحد الأشخاص هناك أن الشخص الذي يبحث عنه قد انتقل إلى ولاية فلوريدا.... غضب "هاريسون" غضباً شديداً، وأمسك الشخص الذي أخبره بذلك من رقبته وكسرها.

مشى "هاريسون" حتى وصل إلى مطار ولاية فيلادلفيا، وتسلل إلى داخله حتى وصل إلى منطقة الشحن الجوي، وهناك اختبئ في أحد الصناديق الكبيرة والذي كتب عليه "يشحن إلى فلوريدا".... كان هذا الصندوق جزءاً من شحنة كبيرة من قطع السلاح و القنابل اليدوية وغيرها من المعدات العسكرية والتي كان من المفروض شحنها إلى ولاية فلوريدا.

وضعت الصناديق في إحدى الطائرات ومن ضمنها الصندوق الذي اختبئ فيه "هاريسون". وارتفعت الطائرة في السماء تاركة ورائها مطار فيلادلفيا.

-3-

لم يكن "هاريسون غراهام" يعلم أن هذه الطائرة قد تم اختطافها من قبل بعض أفراد تنظيم القاعدة بعد ساعة من إقلاعها، ولم يعلم كذلك أن وجهة الطائرة قد تغيرت، وإنها لم تعد تتجه إلى ولاية فلوريدا، أو إن السلاح الذي تحمله مقدرٌ له أن يذهب إلى المجاهدين في بلاد العرب حيث يعيش "شيحة" و "فشلوق".

هبطت الطائرة المختطفة بدون مشاكل في احد البلاد العربية، وتم نقل صناديق السلاح منها ووضعها في شاحنة صغيرة وذلك كي يتم توزيعها على الجوامع، كلٌ حسب احتياجه. وكانت حصة جامع الشيخ "فشلوق" صندوقين كبيرين من السلاح.

وصلت الشاحنة التي تحمل الصناديق إلى جامع الشيخ "فشلوق" وتم وضع الصناديق في سرداب الجامع، وهو المكان الذي يقوم فيه "فشلوق" بتخزين السلاح فيه لحين حاجته إليه.

-4-

نعود الآن إلى اليوم الذي تلا موت "شكرية"، نزل "شيحة" إلى سرداب الجامع ليفتح صناديق السلاح ويرتبها على الرفوف حسب التسلسل الأبجدي. فقام بفتح الصناديق، وذهل حين وجد هذا الشخص الغريب في أحدها، والذي كان الزومبي "هاريسون غراهام"......

قال "هاريسون": " من أنت ؟ هل هذه فلوريدا؟"

فأجابه "شيحة" وما زال الذهول يسيطر عليه: " أنا اسمي "شيحة" وأنت في بلاد العرب، وما هو اسمك؟".

قال "هاريسون": "اسمي هاري ، أتعلم كيف أستطيع الوصول إلى فلوريدا؟".

فأجابه "شيحة":"أستطيع أن أطير بك إلى هناك، ولكني يجب أن أقوم بمهمة عاجلة قبل ذلك، أن كنت ترغب، يمكنك المجيء معي في هذه المهمة وبعد أن نتمها، سأطير بك إلى حيث تريد".

فأجابه "هاريسون": "شكراً لك ، إن كان لا يوجد حلٌ أخر، فسآتي معك".

تحول "شيحة" إلى شخصيته الثانية "سوبر مسلم" وطار إلى زمن الرسول للمرة الثالثة مصطحباً معه صديقه الجديد "هاريسون غراهام" وجثة "شكرية" والتي تقتضي مهمته على دفنها قريباً من زوجات الرسول و الصحابة.

-5-

وصل "سوبر مسلم" إلى زمن صلعم و توجه مسرعاً إلى المقبرة التي اعتاد صلعم و أصدقائه دفن زوجاتهم وإماءهم فيها، قي ذلك اليوم كان صلعم و أصحابه هناك لدفن زوجة عم صلعم "فاطمة بنت أسد الكلابية"، فاختبئ "سوبر مسلم" و "هاري" خلف إحدى النخلات لحين انتهاء مراسيم الدفن، وفيما هم ينتظرون، رأى "سوبر مسلم" و "هاري" شيئاً غريباً، فقد نزل صلعم إلى القبر المفتوح وبدأ ينكح زوجة عمه الميتة وهي في قبرها** بينما قام أصحابه بالتهليل بينما هو يقوم بذلك!!!.

استمتع "هاريسون غراهام" بالمشهد كثيراً وانتابته لذة غريبة وهو يشاهد صلعم ينكح زوجة عمه الميتة، فهو لا يختلف كثيراً عما اعتاد أن يفعله بضحاياه، فتسلل من خلف النخلة بدون أن يلحظه "سوبر مسلم" وبدأ بحفر أحد القبور الحديثة، وعندما أنهى الحفر بدأ بنكح المرأة الميتة التي وجدها في هذا القبر، وفيما هو يقوم بذلك لحظه أحد الصحابة فجاء إليه وطلب منه أن لا يغلق القبر بعد أن ينتهي، ونادى باقي الصحابة كي يأتوا ويهللوا للشخص الأسود الغريب وهو ينكح جثة المرأة الميتة، حيث إن صلعم كان قد انتهى من وطئ زوجة عمه الميتة ولم يكن من داعي لوجودهم حوله أكثر من ذلك.

بعد أن انتهى "هاريسون" مما كان يفعله، خرج من القبر المفتوح تاركاً الصحابة يتعاركون فيما بينهم عمن يدخل بعده وكيف سيقسمون الأدوار والى أخره من الأمور. في نفس الوقت كان صلعم قد رفع ثوبه وخرج ليتمشى بين القبور قليلاً كي يرفه عن نفسه، وفيما هو يسير متأملاً لمح "هاريسون" الأسود وهو ينظر إلى القبور بسرور، فتقدم إليه وسلم عليه وسأله:

" من تكون أيها العبد الأسود؟"

فأجابه "هاريسون": "اسمي هاريسون، وقد أعجبت جداً بطريقتك في اغتصاب الموتى وأنت قي ذلك القبر".

فابتسم صلعم وهو يشعر بالإطراء: " إننا نفعل ذلك كثيراً في هذه الأنحاء، فما رأيك بأن تبقى معنا هنا وتنظم إلينا ؟".

فكر "هاريسون" قليلاً قبل أن يجيب: "رغم أنني أريد الذهاب إلى فلوريدا لكي أنتقم من صاحب الدار الذي وشى بي، إلا أن الحياة عندكم تبدو عظيمة، ولكن ألا يلاحقكم البوليس هنا؟".

أجابه صلعم:" لا أعرف ما هذا الإبليس الذي تحكي عنه، ولكننا نفعل ما نشاء مع الموتى هنا".

فرح "هاريسون" بسماع ذلك كثيراً، وقال لصلعم: " أتعلم يا صاح، الحياة عندكم تبدو جيدة لأمثالي، ولذلك أود الانضمام إليكم بشرط أن تأخذوني إلى المقبرة كلما جئتم إليها ".

فأجابه صلعم: "بكل سرور، من الآن أنت واحد منا، ما هو أسمك مرة أخرى فقد نسيته؟"

فأجابه الزومبي الأسود: "هاريسون"

فقال صلعم: "هرس...ووون ، اسمك ليس من هذه الأنحاء، من الآن فصاعداً سأدعوك بلال العبد....".

في تلك الأثناء كان "سوبر مسلم" قد انتهى من دفن "شكرية" وبحث عن صاحبه "هاري" فلم يجده، فقرر الرجوع إلى زمنه ليأكل بعض الفاصولياء ، وهو لا يعلم أن مغامرته هذه المرة قد تسببت في تعارف صلعم مع مؤذنه الشهير "بلال الحبشي".

مع تحياتي

MHJ

الهوامش:

*هاريسون غراهام Harrison Graham : أحد أشهر القتلة السود المتسلسلين Serial Killer في الولايات المتحدة ، وكان يحتفظ بالنساء اللواتي يقتلهن خنقاً في شقته المكونة من غرفتين في ولاية فيلادلفيا الأميركية. حكم عليه بست إعدامات باستخدام الكرسي الكهربائي في شهر مايو 1988 .

لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع:

http://www.geocities.com/verbal_plainfield/a-h/grahamharrison.html

أو

http://www.crimelibrary.com/serial_killers/predators/harrison_graham/1_index.html

** وطئ (نكاح) الموتى: وهو إحدى العادات الوثنية والتي بقيت وازدهرت بعد ظهور الإسلام، ووردت تفاصيل كثيرة عن هذا الموضوع في الكثير من المصادر و بضمنها صحيح مسلم.

لمزيد من المعلومات عن هذه الطقوس المختلة والمقززة:

في محرك البحث Google ، أدخل " وطء الميتة" ، وسترون العجب العجاب حول هذا الموضوع ومواضيع مشابهة تشمئز لها النفس.

http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=0&MaksamID=696&DocID=90&ParagraphID=5992&Diacratic=0

http://www.yabeyrouth.com/pages/index1284.htm