دائرة
قبل أن أبدأ، أود الاعتذار... أود الاعتذار لكل من كان وما زال يقرأ لما أكتب، ولكل من إستجد ليقرأ لما أكتب... أود الاعتذار عن التأخيروعدم التواصل.. أعتقد أن أصدقائي القدماء يعلمون أنني أتوقف كل بضعة شهور لأستعيد نشاطي أو لأن هناك تغيرات كبيرة تجري في حياتي أو حولي، وربما هذا هو سبب الانقطاع هذه المرة، فبعد أن إنتهيت من عمل دراسة الماستر خارج بلاد الرمال بدرجة إمتياز، إضطررت لقبول عرض عمل مغري مادياً في أحد مقاطعات بلاد الرمال اللامتناهية كان قد عرض علي من قبل مديري السابق والذي أكن له الكثير من التقدير. وهكذا عدت الى مقاطعة "قتل النسوان ستان" والتي كنت قد عملت فيها قبل أربعة أعوام لمدة ثلاثة اشهر، وتركت الحياة المتمدنة في أوروبا وصديقتي وشقتي الصغيرة ذات سخان المياه الذي يسرب المياه المختلطة بالكهرباء. على العموم، قد تبدو الصورة مظلمة بعض الشيء ، إلا ان الواقع هو العكس تماماً، فقد تعرفت على أصدقاء جدد من مختلف الجنسيات وصداقتهم لا تقدر بثمن، كما تعرفت بشريكة حياتي، وعشت كما تمنيت العيش.... عشت وأحسست بالتمدن ... أحسست بالتمدن لإنني كنت ببساطة أستطيع التعبير على رأيي وأفكاري، عشت بتمدن لأنني كنت أقف بالصف في السوبرماركت أو أي مكان أخر من دون أن يقفز أحدهم ليضرب الصف كي يقف في غير مكانه (صدقوني... منذ أن وصلت الى "قتل النسوان ستان" وانا اعاني من هذه المشكلة... الوقوف في الدور.... في معظم الاحيان، ينتهي الامر بي واقفاً كالتمثال في الوسط، وكل من حولي يقفزون كالقرود (مع إحترامي لآجدادي الاوائل، والذين تخلفنا عنهم بسبب سرعة حركتهم) كي يسبقوا غيرهم وكأن القيامة ستقوم بعد ثلاثة عشر دقيقة وخمس وأربعين ثانية وثلاثة أجزاء الثانية. لن اطيل الحديث عليكم وسأدخل إلى الفكرة التي أعادتني إليكم ألا وهي الدائرة...
لم أفكر في الامر من قبل... دائرة... إسم سخيف بكل اللغات... فهو لا يعبر بأي شكل من الاشكال عن هذا الشكل البليغ... هذا الشكل الذي إرتبط بتطور البشرية في شتى المجالات بصورة عامة، وكمثال على ذلك: قولنا " عجلة التقدم" .... و ما أبعدنا عنها ... أو ربما كانت قد مرت علينا ونحن في سبات نومنا القديم... قد تقولون ما بال هذا المجنون عائد لنا ليتغزل في دائرة...... صدقوني، فكروا وستجدونني على حق.... فكل شيئ عبارة عن دائرة... أما للوهلة الاولى أو بعدها ببرهة ... رغم إنه لا يبدو كذلك.
كره الرب الدائرة ... فسَطُحَ الارض وجعل فيها رواسيه لتحمل سماءه ونجومه كي يتسلى بها عرب الصحراء ... كرهتها الكنسية على مدى العصور وقتلت من العلماء ما قتلت... لأنهم قالوا أن الارض والكون دائرة... أو "إهليج" ( هل رأيتم أسخف من هكذا كلمة... أوبس .... أسف ... نعم فإن هناك كلمات أسخف قد مرت علينا وحاولنا فك طلاسمها... وأقصد هنا كلمات عطاس صلعم (مع إعتذاري للمدون أخي وصديقي صلعم الشارقة العزيز) والتي سجلها منه مدونوا ذلك الزمان وامثلة ذلك: كهيعص (مريم)، طس (النمل) ومفضلتي الازلية : قَمْطَرِيراً (الانسان)... على كلٍ، كل هذا لا يفقد الدائرة اي من قيمها البشرية أو خداماتها للإنسانية ، كلكم يعرف ما أعني هنا: عجلة التقدم إياها... بدأً بحضارة سومر مروراً بالفراعنة، وليس إنتهاءاً بكل منتج تستعملونه في هذه اللحظة. فكل شيء يمر بخطوط الانتاج... وكل شيء بالنتيجة ، تنتجه دائرة.... فعلوم الهندسة في بدأها تستند الى دائرة.... وكل شكل منتظم تحتويه دائرة... حتى الالكترونيك والكهرباء ....فهما في أخر المطاف دائرة... دائرة لابد أن تكتمل..... كي يصبح لها معنى.... وكل شيء ذو معنى مكروه، فالخرافة دائرتنا التي لا تنتهي.
كنت أتصفح بعض الزخارف الاسلامية على النت... فوجدت معظمها ، اما مستنداً في إساسه الى الدائرة..... أو من الممكن إحتوائه في داخل دائرة....
وما أشبه الزخارف الاسلامية بالهالات المضيئة التي تطفو ببلاهة فوق رؤوس القديسين المسيحيين في كل كنيسة جميلة المعمار كنت قد زرتها (وقد زرت الكثير منها ودرست معمارها وفنونها)، أو بيسوع المسيح وأمه مريم بدوائرها الثلاثة (لربما كانت أربع؟) في كل لوحة رأيتها في حلي وترحالي في متاحف الدنيا.
دائرة.. الدنيا تدور كل يوم وكل سنة.... فيزياء الكون ... تلك التي يرفضها رب الرمال ويسوع.... والتي ربما لم يرفضها الفراعنة و السومريون والبابليون .... دائرة ، لا يرفضها كل إلهة الهندو والبوذية والتي يعبدها الملايين رغم إنهم لا يلاحضون، فكل من ألهتهم يمكن إحتوائه في دائرة...
دائرة .... التاريخ يدور في دوائر... تبدأ في نقطة وتنتهي في نفس النقطة.... إنها نقطة صفر تلك الدائرة...... حضارات، ديانات وأمم..... لا تعدو أن تكون أكثر من دائرة.... تبدأ وتنتهي من حيث بدأت.... وتدور لتبدأ كما بدأت غيرها..... وهكذا بقيت الدوائر وسيلتي الاولى والاخيرة التي أرى بها مستقبل و مآل الامم والشعوب.... هل أكرهها أم أحبها ... اصدقكم القول .... لا أعلم .... إلا أنني أعلم أنها تخفي المزيد.
الصديق "عرب في الفضاء"
ReplyDeleteتحية تقدير
في هذه الايام تتيح لي نقاهة مرضية ان اضاعف جرعة تصفحي لمواقع التدوين الاستثنائية
وربما توجب علي ان اشعر بالامتنان للمرض الذي سمح لي ان اكتشف بانك لم تتوقف تماما عن التدوين وان عطائك لا زال على صفائه ورقيه وان قلّ
0000000000000000000000000
تحدثت يا صديقى عن منطقة قتل النسوان ستان
وحاولت ان اخمن موقعها وحدودها فوجدتها في كل مكان تسيطر عليه ايديولوجية القطيع المتنقل الاسلامية الذكورية
00000000000000000000000000
هناك القتل المباشر باسم جرائم الشرف حيث تبلغ الوحشية البربرية بالاب ان يزود الاخ الاصغر بسكين يذبح بها شقيقته
تقربا من الله 0 هذا الله الذي يراقب مخادع النسوان ويتلصص على العلاقات الجنسية بين الناس
وحشية التضحية بالبشر وخصوصا الفتيات لارضاء الالهة وردت في اساطير الشعوب وهي تتحدث عن بداياتها واستبدلتها فيما بعد بالذبائح والقرابين
ولا اظن انه بقي على الارض مكانا واحدا تمارس فيه هذه الهمجية غير ديار المسلمين
وما على من يسطيع ان يتحمل القرف والغثيان الا ان يبحث في غوغل تحت عنوان جرائم الشرف
000000000000000000
وهناك القتل غير المباشر وتتعد اشكاله
الحرمان من الرعاية الصحية
الحرمان من التعليم
اغتصاب القاصرات
غسيل الدماغ وتنمية عقدة الذنب
الاقصاء
000000000000
عزيزي
منطقة قتل النسوان ستان تمتد من ايران الى المغرب ومن العراق الى مصر فالسودان
دعني احزر
هل اضافت منطقة قتل النسوان ستان مؤخرا الى دستورها السماوي قتل المثليين؟
00000000000000000000
محبة وسلام يتشارك بها العقل والقلب واتمنى لك القدرة والهمة للاستمرار في تنفس هواء قتل النسوان ستان
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteمواضيعك متداخلة
ReplyDeleteربما لشوقك للكتابة
من أين أتيت بنظرية الدائرة؟
هل هي رؤيتك؟ أم أنك تستند إليها لموضوع قرأته؟
أخمّن أنك تهوى الشكل الدائري
وليس ببعيد أن تكون ساعة يدك ذات وجه دائري
عزيزي عرب في الفضاء
ReplyDeleteمرحباً بعودتك ومبروك على حصولك على الماجستير
وشكراً لتشريفك مدونتي
بالنسبة للدائرة يبدوا بأنها تربط كثيراً من الأمور في هذا الكون,,
تحياتي وحبي
اشكر الدائره التي عادة بك الى التدوين
ReplyDeleteاهلاً وسهلاً بعودتك
ولفته رائعه على الدائره
لكن هذا أنت دائماً مقالاتك رائعه
ومبروك على كل جديد حصلته عليه
احترامي لك
هلا بك
ReplyDeleteكل شيء طيب بالمقال سوى ما سميته بالزخارف الإسلامية فهي باهته بغيضة منتنة تجعل حتى البعير ينفر منها ويكفي نظرة لأي كتابات عربية عتيقة أو أي رسومات عربية وإن كانت بالأندلس لنتبين الفقر الفكري والتحجيم العقلي الذي أصاب المسلمين
حتى مبانينا الحديثة من بيوت وفلل لهي مزرية ومرعبة مقارنة بأي كوخ آسيوي أو أمريكي
يبدو أنك كنت حاضرا في محاضرة ورشة السهروردي :)
ReplyDeleteلا إله إلا الله له الملك و له الحمد ،لقد تنازعت علي البدائل في كثير من أمور حياتي ،وكان علي الإختيار في كثير من الأمور و منها إختراع العلاجات لأمراض الخطيرة ،و إظهار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم و السنة المطهرة
ReplyDeleteو لكن أريد أن أتعلم الطريقة الصحيحة لممارسة صلاة الإست خرة !!!!!!
فهل تدلني عليها عرب في الفضاء ؟؟؟جعلك الله زخرا للعباد .
خوفي يا عرب من الدائرة
ReplyDeleteفالإسلام بدأ بالسيف و سينتهي بالسيف إذا صدقت نبوءة الدائرة
تحياتي