الموسيقى و الربابيب*
تتفق معظم المواقع الاسلامية وغيرها من منتديات النقل واللصق الديني على إن الموسيقى حراااااام ولهم في ذلك إقتباستهم وإستشهادتهم الازلية من أقوال صلعم وعنعنات صحبه ومتناقلي أخباره الى أيات القرآن التي تعددت تفسيراتها و أغراضها حيث إنه – أي القرآن – صالح لكل عصر وأوان !! – كما هي بالضبط عنعنات العصابة – عفواً الصحابة .. فالقرآن يمكنه تفسير كل شيء بدأً من تقنيات قتل البشر والانعام وليس إنتهاءاً بإستمناء البق والذبان فوق قدر من الباذنجان.
تحريم الموسيقى بحد ذاته لهو دليل على سطحية وغباء أقوال مندوبي الله على الارض ومروجي أساليبه التعذبية وفنونه الدموية التي يتوعد بها المستمعين للموسيقى ولهو دليل أخر على قدم وبلاء هذه التشريعات وعدم علميتها ، تعالوا لإخبركم كيف...
لنبدأ بالتعريف العلمي العام للموسيقى، فالموسيقى هي فن ترتيب الاصوات خلال توقيت زمني بحيث تشكل كياناً واحداً مستمراً من خلال لحن، إيقاع و توافقيات صوتية Harmonies . كما يمكننا أن نعرف الموسيقى بطريقة أكثر علمية كالتالي: الموسيقى هي مجموعة من الاصوات (لكل صوت تردد فيزياوي يقاس بالهرتز) وهذه الاصوات تترتب بطريقة بحيث يتقبلها العقل البشري بعد أن تنتقل إليه من خلال الاذن. وكما أسلفت فتكوين أي شيء يمكن إعتباره موسيقى هو في الحقيقة توافق للترددات المختلفة التي تكون القطعة الموسيقية فيما بينها بطريقتين: إفقية (وهذا ما يعطينا اللحن الاساسي) و عمودية (اي عندما يتوافق عدد من الاصوات التي تحصل في نفس اللحظة الزمنية لتشكل خلفية للصوت الاساسي او صوتاً أخر يتداخل مع الصوت الاول بطريقة هارمونية متوافقة).
بالطبع فإن كل صوت منفرد في الطبيعة من حولنا له تردد محدد ويمكن إعتباره نوتة موسيقية واحدة لها زمنها. وبتوالي هذه الاصوات المنفردة سواءاً اكان ذلك عن طريق الصدفة أو عن طريق التدخل البشري أو حتى العصفوري تتكون الموسيقى مهما كانت الالة أو مصدر الصوت، فالريح تصدر الموسيقى، والماء يصدر الموسيقى (مثلاً موسيقى الفينغ شوي Feng Shui ) والتي تعود اصولها الى الصين القديمة و تترجم حرفياً الى (الريح والماء).
إن كل صوت في الطبيعة هو موسيقى سواءاً أعجبتنا أم لم تعجبنا... فصوت السيارات التي يركبها شيوخ الدين و البوليس الديني هي موسيقى، هذه دعاية ذكية جداً قامت بإنتجاها شركة هوندا للترويج لسيارة هوندا- سيفيك وتعتمد فكرتها الاساسية على الاصوات التي تصدر عن السيارة..
وعليه، فإن شيوخ الدين والبوليس الديني وأمة الاسلام من المؤمنين العابدين المطيعين لا يجب أن يركبوا أي نوع من السيارات وبالذات سيارات الهوندا، فبالاضافة إلى كونها من إختراعات الغرب الكافر وليس للقرآن والله أي دخل في إختراعها أو وضع تصاميم ناقل السرعات فيها ، فهي تصدر الموسيقى من كل جزء فيها..... والموسيقى حرام ..... فكيف ترضون على أنفسكم ذلك يا أمة الاسلام...؟
نعود الان إلى مسألة الترددات، حديث البشر مع انفسهم ومع غيرهم هو مجموعة من الاصوات المنفردة و التي تترتب بشكل أو بأخر لتعطي معنى ، حالها بالضبط كحال الموسيقى، والتي تستند الى المنطق والرياضيات والفيزياء، فهي لغة لها معنى وإنعكاسات نفسية حالها كحال باقي اللغات على هذا الكوكب.... فكل اللغات بإشكالها إستندت في بدايتها الى الاصوات التي يمكن للكائنات إصدارها، ومن بعدها بدأ البشر وحتى بعض الحيوانات بترتيب هذه الاصوات لتعطي معنى لذلك الشيء أو ذاك و عليه فإن الموسيقى هي أصل كل اللغات.
كذلك لا ابالغ إن قلت بأن الموسيقى هي اللغة التي يفهما كل البشر على الاطلاق، وهي اللغة العالمية الاولى ... وربما لهذا السبب ولهذا السبب فقط يكرهها المدعوذون ومندوبي الله على الارض ، فهي وسيلة لتقريب البشر من بعضهم وكسر الحواجز التي خلقتها الاديان بين البشر وبعضهم البعض، لا يحتاج أحدنا من أن يفهم لغة شخص من حضارة اخرى ، ولكننا نستطيع أن نجلس معاً و نستمع بإستمتاع الى الموسيقار الاسباني وأحد أشهر عازفي الكيتار الكلاسيكي "أندريه سيكوفيا Andrés Segovia " وهو يعزف مقطوعة للموسيقار الالماني "يوهان ساباستيان باخ Johann Sebastian Bach " (هنا) ، أو ربما نستمع الى عازف الكمان العراقي الكوردي "دلشاد سعيد" وهو يعزف مقطوعة Zigeunerweisen أو الريح الغجرية للموسيقار الاسباني "بابلو سراستي Pablo Sarasate " (هنا)، وما أود قوله هنا هو إن الموسيقى لغة لا تعرف الحدود، او الالوان أو الاعراق والاديان.
فإن كان رب المسلمين وغيره من الربابيب الذين يكرهون الموسيقى والاصوات ينزعجون من الموسيقى التي قد تقلق منام حضراتهم المبجل وهم في يجلسون على عروشهم المهترئة في الفضاء الخارجي حيث لا ينتقل الصوت، فلماذا لم يخلقوا كل شيء أخرس ؟ أو لماذا وضعوا الهواء على الارض (فالهواء هو الوسط الذي ينتقل الهواء من خلاله) أو يعيدوا تصميم قوانين الفيزياء بحيث يصبح الهواء عازلاً للصوت بدلاً من كونه ناقلاً له ، أو الافضل ... كان لابد للربابيب من خلق البشر طرشان فلا يسمعون ولا هم يحزنون.
سيقول البعض، إن رباريب السماء ليس لديهم مشكلة مع الموسيقى بذاتها بقدر ما لديهم من مشاكل مع المشاعر المختلفة التي قد تولدها لدى البشر – كمثال على ذلك ما يدعييه المسلمون من أنها "لهو" وغيرها من الاوصاف التي يستعملونها لإشعار المستمع الى الموسيقى بإنه مذنب وآثم كبير - إثمه أكبر من قلب حوت مسلوق مع بيكاربونات الصوديم - يستحق التعذيب والاذلال كعقوبة له على ما إقترف من جرم ... إن الموسيقى ترهف الاحساس وتقرب الاذواق وتقلل الفوارق بين البشر – فما المشكلة ؟ المشكلة إنهم يريدون اناساً متحجري القلوب غلاظها لينفذوا الرسائل والمهمات الالهية من قتل وتفرقة و كره لباقي البشر... هذه هي الرسالة العنصرية التي يحملها جزئياً هذا التحريم... هذا التحريم يهدف بالاساس الى وقف التطور النفسي والانساني للمسلمين أو غيرهم ممن أرهبهم المدعوذون إن هم إستمعوا للموسيقى... وهنا أود التكرار والقول بإن كل الربابيب الكارهين للموسيقى – إن كانوا موجودين في مكان ما في الفضاء الخالي – وكانوا بالفعل كارهين للموسيقى لكانوا على الاقل قد فعلوا أحدى الاشياء التالية أو أكثر في المخلوقات التي يدعون صنعها:
تحويرات لابد منها: لتحوير الهوندا الى فيراري!
- لكانوا صنعوا البشر بدون أذان أو ألغوا قناة أوستاكي والاذن الوسطى أو كل ما من شأنه أن يعتبر أداة سمعية حتى الاسنان، فما الحاجة اليها ؟ (بيتهوفن كتب سمفونيته التاسعة وهو أطرش وإستمع إليها من خلال الاهتزازات التي نقلتها عصا الى أسنانه من سطح خشبي! – وانت أيضاً تستطيع الاحساس بالصوت ، فقط ضع يدك على طاولة لتحس بالصوت الذي ينتقل اليها).
- لكانوا خلقوا البشر (أو غيرها من الكائنات) بدون أحساس – وإستبدلوا العقل بحجارة لا تتأثر – فإن سئلوا للجهاد لبوا طلب الربروب بدون تردد ، ولن تلهيم الموسيقى حينها عن نشر رسائل كل الربابيب المزعومة ! ( لكن من تناقضات الربابيب ومنفذي رسائله إن الموسيقى هي إحدى أسباب الرفع السريع لمستوى الادرينالين، وأتحدث هنا عن صرخات الحروب وأغاني الجنود أو حتى أغاني الهيفي ميتل – مثلاً أغاني فريق Manowar أو بعض أغاني Iron Maiden ، والتي تشعرك بالرغبة بالقتال آنياً بسبب رفعها لمعدل الادرينالين في الدم – تماماً كما هي أصوات القنابل وإطلاق الرصاص مختلطة بإصوات المعتوهين وهم يصرخون "الله اكبر" في إنتظار أن يرموا منيهم المتهالكة في فروج العذارى الموعودات بعد إحتساء ثمان كؤوس من التيكييلا Tequila الالهية المتوفرة في أنهار الجنة – فقط وحصرياً - التي سيخلدون بها الى ابد الابدين- آمين من كل قلبي - فهم بالتأكيد يستحقون أن يعيشوا في ملل الجنة الذي لا ينتهي ! - ما هذا الملل يا ربابيب التكييلا ؟ ! ).
فريق الميتل Acrassicauda الذي هرب مضطراً من العراق العظيم بعد اسلمته بطريقة "ديموقراطية شرق أوسطية" يغنون إغنيتهم الجديدة Garden of Stones
- لكانوا خلقوا البشر بوسائل تواصل اخرى غير صوتية كتوارد الخواطر مثلاً ! (وفي هذه الحالة لن تبطل حجج الرسول وهو يحلم في ليلة الاسراء الكابوسية عن الطريقة التي تحادثا بها هو و البراق وهما يعبران معاً الفضاء خالي الهواء ليمروا خلال ألوان قوس قزح السبعة في مشهد لم يره إلا هو ومرتادي حانات تدخين الحشيش في هولندا !).
- لكانوا منعوا أي بشري من يخترع الة موسيقية – أو ربما – بما إن كل هؤلاء الرباريب يعلمون الغيب ويقرأون الودع – فإنهم سيخلقون كل بشري يمكن له أن يخترع الة موسيقية في المستقبل – الذي يعلمونه بالتأكيد لكونهم ربابيب - بدون أصابع أو حتى بدون أيدي ، والافضل بدون أقدام أيضاً – بدون أي أطراف، بدون عقل ، بدون إحساس، بدون قلب – فالقلب له إيقاع جميل أيضاً – بدون صوت ...... فأي عالم هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وفي النهاية أقول لكل المؤمنين بالربابيب مهما تعددوا ، وهددوا و توعدوا أو أرغوا وأزبدوا، وتمرغوا بالرمال و تشددوا : إنه العالم الذي خلقتموه "بأحسن صورة" و هو الانسان الذي خلقتموه "بأحسن تكوين" كما تدعون ويدعي مندوبوكم سواءاً أكانوا رسلاً مختلين ، أم سياسين منبوذين تابعين لآحزاب الربابيب الكثيرة، أم مدعوذين عالمين لهراء الربابيب الممسوخين، فلن تستطيعوا أو ربابيكم من منع الصوت من الانتقال عبر الهواء ..... عبر العالم...... فكل صوت جميل وكل صوت موسيقى مهما قلت أهميته في نظر الربابيب وهذا يشمل بالتأكيد صوت الحمار أيضاً....
خاطرة أخيرة بخصوص الحمار:
هل يعلم أحدكم يا ترى ما هي مشكلة الله مع الحمير في قوله "ان انكر الاصوات لصوت الحمير " ؟ هل يدل هذا على إن الله لم يخلق الحمار ؟ فلو كان خلقه لكان جعل له صوتاً أجمل ! أو ربما هو نوع من الانتقاد الذاتي ، فهو رب الرمال وكما يقول هو واتباعه فإنه قد "أبدع في خلقه" وعليه فإنه ينتقد نفسه لخلقه الحمار بصوت يكرهه الله رغم إنه هو الذي يدعي خلقه ؟
تحياتي للجميع
MHJ
*الربابيب هو جمع الربروب وهو إسم الدلع للرب والذي يعرف بإنه: كائن خرافي متعصب ضد الحمير....
MHJ عزيزي
ReplyDeleteيوم بعد يوم يزيد أعجابي بك و بمدونتك الشيقة ولذلك لما تحتويه من أسلوب راقي ولمعلوماتها العلمية الغنية والموثقة أرجو الأكثار من الكتابة وذلك لتعم وتزيدالفائدة للجميع كما لي طلب واحدأيضاً وهو أن يكون هناك تواصل فيما بيننا
thechosen1_w@yahoo.com
مع خالص الود و الأحترام
the chosen one
صباح الخير
ReplyDeleteموضوعك جميل ومختلف هذه المرة
شكراً على تعريفنا بهذه المقطوعات الجميلة
تحياتي
مرحبا عرب
ReplyDeleteقسماً برب الحمير أنك لن تدخل الجنة ولن تذوق عسيلة حورها الجميلات
ههههههههه
أكتب تعلبقي لك وانا أستمع لأغنية من تلك التي تغضب رب الرمال , ليست أغنية إباحية , ولكنها من النوع الذي يقفز بك إلى أعلى طبقات السماء التي نعرفها , وليست سماء ربنا الكاره للجمال .
يقول رسولنا : إن لم تبكوا فتباكوا , بمعنى أدق إن لم تؤثر فيكم كلمات ربكم فاكذبوا على أنفسكم وأقنعوها بأن كلمات الرب قد اخترقت أحاسيسنا ,
هو يدعونا لتصنع المشاعر , وبينكر علينا أن ننقاد وراء شعورنا الحقيقي , والذي لن يحتاج لأي تصنع أو تباكي
رب محمد وكافة الربابيب الذين تحدثت عنهم لم يكن لهم أن يعرفوا بالترددات والكلام الكبير اللي بتقوله , فكل ما يريدوه من الإنسان أن يتحول إلى كائن جلف وحاقد على كل ما هو جميل
تحيااااااااااااتي لك
ودمت سالماً
جاي GAY هذه الكلمة التي تعني السعادة،كيف تحول معناها ليصبح مثلي؟ وما هي المراحل التاريخية التي مرت بها حتى تأخذ معنى المثلية بدلا من السعادة؟ وهل لا زالت تحمل نفس المعنى القديم؟.
ReplyDeleteكلمة جاي GAY تعني السعادة والبهجة،ولم يكن لها اي علاقة بالمثلية والمثليين،وتحولت هذه الكلمة لتعني المثليين خلال القرن العشرين،وهي مشتقة من الكلمة الفرنسية القديمة gai.
في اواخر القرن السابع عشر اخذت هذه الكلمة تأخذ اول معنى جنسي لها،فتم اقترانها بمعنى (المتعلق بالمتعة) ... وفي اواخر القرن التاسع عشر انتشر مصطلح gay life وكانوا يقصدون به الافعال الغير اخلاقية على حد تعبيرهم.
في بداية عام 1920 تم تحويل الكلمة لتشمل المثليين،وكان المثليين يطلقون كلمة جاي GAY على انفسهم ليظهروا للعالم انهم في منتهى السعادة والبهجة في ما هم عليه وانهم منسجمين مع ميولهم الجنسية.
الى الان،هناك بعض الكتاب الامريكيين والذين لديهم عداء تجاه المثليين يطالبون بارجاء كلمة جاي GAY لمعناها الاصلي وان لا تقترن بالمثليين،ويطالبون بأن تكون الكلمة الوحيدة لوصفهم هي كلمة كوير QUEER والتي تعني اصلا الانشقاق على الطريق المستقيم،ويقولون ان ليس كل المثليين جاي GAY لانه ليس بالضرورة كلهم سعداء ... ولكن ما يثير غضبهم هو انه حتى كلمة كوير QUEER اصبحت متداولة مما يعني رضى المثليين عن انفسهم ... وهذا ما يثير غيض العنصريين لان كل محاولاتهم اليائسة في سبيل الحط من قيمة المثليين قد باءت بالفشل الذريع.