من حكايا الووك
2
مرجان وكوكب العرجان
أصابتنا الدهشة بالذهول عندما سمعنا أنا و "جرذون أسايلم" الصوت الغريب الذي تأتى من خلال جهازه الغريب للإتصال عبر المجرات والذي إستطرد قائلاً: " انا يود من كوكب السكلوودزي هل من أحد يسمعني؟ ......... حتى لو لم يسمعني أحد ، سأحكي قصتي عسى ولعل ان يسمعني أحد ويأتي لنجدتي ..... "
صمت ... صمت .... نظرنا أنا "جرذون" أحدنا للإخر ونحن في ترقب أن يبدأ "يود" إرساله عبر المجرات ، والذي لا نعلم كم من السنوات الضوئية أمضتها إشارته الراديوية قبل أن تصل إلينا...
إستمر الصمت لدقيقتين أو أكثر ، فقمت من مكاني محاولاً أن أعدل إتجاه الووك ظناً مني أن السبب في التوجيه لكن "جرذون أسايلم" صرخ بي بأن لا أفعل ذلك وإلا فقدنا الاشارة الى الابد، وفجاءة عاد صوت "يود" الغريب من كوكب السكلوودزي:
" لا أعلم من أين أبدأ قصتي، ولكني أظن أن أفضل بداية هي أن أحكي عن كوكبي العزيز ، كوكب السكلوودزي..... كوكبي هذا ليس بصخرة جرداء بل هو كوكب جميل جداً مليء بأعشاب قرمزية اللون ، بديعة الرائحة ، لها زهور لولبية الشكل جميلة المنظر والتكوين ، نستعمل بعضها في طبخ أكلاتنا السكلوودزية وبعضها في صنع أصباغ لملابسنا المصنوعة من إلياف نبات أخر ينمو على كوكبنا كذلك ندعوه أوزيماندياز، وهو أبيض اللون ناعم الملمس ....قبل بضعة عشرات من السنوات السكلوودزية كانت حضارتنا قمة في التطور، لم تكن لدينا حروب أو نزاعات، لم يكن لدينا مال أو عبودية ، فالموارد الموجودة على الكوكب كانت تكفي الجميع ، وكان الجميع سعداء بذلك ، وكل يكتفي بقدر حاجته، وباقي إحتياجتنا كانت متوفرة نتيجة للتطور التكنولوجي الذي وصلنا إليه ، فلا نحتاج الى العمل ونقضي كل وقتنا في البحث ودراسة الكون من حولنا.... حتى نظامنا التعليمي ، لم يكن الهدف منه إعداد الناس لمهن معينة ، فقد كنا لا نحتاج الى ان نتعلم صنعة كي نستطيع أن نأكل ، لم نكن بحاجة لذلك ، لذلك فقد كنا نتعلم كي نطور كوكبنا فنستفيد من موراده بأفضل شكل من دون أن نؤثر على توازن هذه الموارد ونوفر حياة كريمة لكل سكان كوكب السكلوودزي..... حتى كان اليوم الذي جاء به مرجان وأتباعه..............."
وصمت "يود" ثانية ، ربما لدقيقة او ساعة ، لم أعد أذكر ، فقد كنت بإنتظار ما سيقوله بعد ذلك ، من هو "مرجان" هذا يا ترى؟ ، ولماذا كان "يود" يتحدث بصيغة الماضي طوال الوقت ؟ وما الذي حدث ؟
إستطرد "يود" فجاءة قائلاً: " كما أسلفت ، كنا نعيش بسلام ومودة وفي تطور مستمر حتى جاءنا شخص يدعو نفسه "مرجان"، كان مرجان هذا ضخم الجثة ، عريض المنكبين ، أخضرالسحنة ، كان "مرجان" هذا يعمل على تطوير أغطية الرأس بكل أنواعها ، وفي يوم من الايام توصل "مرجان" هذا الى إختراع أغطية للرأس تجعل من يرتديها يقوم بإطاعته طاعة عمياء، والاهم من هذا ، أن من يرتدي هذه الاغطية يتوقف مباشرة عن إستعمال بعض الكلمات التي كانت السبب في تطور حضارتنا في الماضي ، ومن هذه الكلمات: (كيف) و (لماذا) و (أين) .... لا أعلم كيف تمكن "مرجان" من إقناع بعض الاشخاص ممن كانوا يعيشون حوله من أن يرتدون هذه الاغطية على رؤوسهم وبمجرد أن قاموا بإرتداءها ، تغيرت شخصايتهم وتوقفت عن التطور والسؤال، وأصبحوا أتباعاً لمرجان ، فقام مرجان بأمر بعضهم بصنع الأدوات الحادة التي لم يكن لنا عهد بها بكميات كبيرة وبينما كان أوائل أتباعه منشغلون بصنع الادوات الحادة كان هو وبعض أتباعه الاخرون بصنع المزيد من أغطية الرأس وزيادة عدد السكلووديزين الذين يرتدون هذه الاغطية على رؤوسهم........."
لحظات من الصمت الطويل ... ثم قال "يود":
"بعد ذلك بدأ مرجان بتكوين جيش من السكلووديزين الذين يرتدون الاغطية على رؤوسهم ويتسلحون بالادوات الحادة ، وبدأوا بالانتشار في كوكب السكلووديزي وإجبار باقي السكلووديزين على إرتداء هذه الاغطية ، وبمجرد أن يرتدونها كانوا يصبحون أتباعاً لمرجان، ويتوقفون عن طرح الاسئلة .... بمرور الزمن أصبح أكثر سكان الكوكب يرتدون هذه الاغطية ، وأصدر مرجان بعض القوانين التي أمر الجميع بإتباعها ، ومن هذه القوانين ، إن مرجان ومن يمثله هم السلطة المطلقة على كوكب السكلووديزي ، وإن على جميع السكلووديزين تقديسه وتقديم فروض الولاء له سواء كانت مادية أو معنوية، وفي قانون اخر من قوانين مرجان: أن كل سكلووديزي يبلغ عمره عشرة سنوات لابد أن يرتدي غطاء الرأس ، اما من لا يتبع هذه القوانين ، او يضبط بدون غطاء للرأس فتقطع إحدى أقدامهم الثلاثة ويجبره أتباع مرجان على إرتداء غطاء الرأس ، أما من لا يقدم فروض الطاعة لمرجان فتقطع إثنين من أقدامهم الثلاثة وتقلى في زيت مستخرج من نبات الأوزيماندياز ويجبرون على اكلها وبعد ذلك لابد من أن يرتدون غطاء الرأس.... "
أصابتنا القشعريرة أنا و "جرذون" ونحن نستمع الى "يود" والذي إستمر قائلاً:
"وهكذا بمرور الزمن ، توقفت عجلة التطور على كوكب السكلووديزي ، وتوقفت الاختراعات التي صنعها السكلووديزين في الماضي عن العمل ، ولم يتكمن أي أحد من إرجاعها للعمل ، فقلت الموارد وخاصة بعد أن سيطر مرجان على أغلبها ، وأصبح السكلووديزين يتصارعون على الموارد فيما بينهم ، وقام مرجان بإصدار عملة ورقية قرمزية مصنوعة من نبات الأوزيماندياز وعليها صورة مرجان لتنظيم التعامل بين السكلووديزين ، وكان مرجان يشتري الموارد التي يعثر عليها السكلووديزين بواسطة هذه العملة الورقية التي قام بإصدارها... وهكذا أصبح كل السكلووديزين يعملون كالعبيد ليحصلوا على هذه الاوراق القرمزية ، هذا لا يفرق كثيراً عن العبودية التي كنا قد تجنبناها في الماضي ، فالعبودية التي كنا قد إعتبرناها جريمة ، كانت تنص على إن مالك العبد السكلووديزي لابد أن يطعمه ... إذن لم يتغير شيء ، فقد أصبح الجميع يعمل لمرجان ومرجان يطعمهم بواسطة أوراقه القرمزية.... إذن النتيجة واحدة ، فمرجان تمكن من إعادة نظام العبودية بعد أن جعله يظهر بشكل نظام قانون إقتصادي يعمل به سكان الكوكب بشكل من الاشكال"...
وإستطرد "يود" قائلاً: " أما أنا ، فقد كنت أعيش في مكان معزول على جبل أبيض بارد في كوكب السكلووديزي بعد أن مات والدي عندما كنت في التاسعة من العمر، فلم يصل إلي أتباع مرجان ولم يتمكنوا من إجباري على إرتداء غطاء الرأس ، والأن أنا أبلغ من العمر إحدى وثلاثين سنة سكلووديزية ، وما زالت هارباً من قوانين مرجان ، والذي إن تمكن أتباعه من القبض علي سيقطعون كل إقدامي ويجبرونني على إرتداء غطاء الرأس واكل أقدامي بعد قليها ، وقضيت جل وقتي في دراسة كتب العلوم السكلووديزية التي تركها لي والدي بعد أن مات، فصنعت العديد من الاختراعات وطورت بعضها الاخر ، ومن ضمنها جهاز للإتصال عبر المجرات عسى ولعل أن أجد أحداً في مكان أخر لا يرتدي أغطية الرأس... اما الان فسأذهب لكي أعمل على أحد إختراعاتي الجديدة ، وسأعاود الارسال بعد 20 ساعة سكلووديزية ، واتمنى إن يكون هناك من يستمع إلى إرسالي هذا..... وششششش"
توقف "يود" عن الكلام ، وبقينا أنا و جرذون جالسين ونحن نفكر في كل ما سمعناه من قصة "يود" وكوكب السكلووديزي...
تحياتي للجميع وخصوصاً لمن لا يرتدي أغطية الرأس السكلووديزية
MHJ
ملاحظة: بعض اجزاء الفكرة وبعض التسميات مستوحاة عن ثلاثية "The Tripods " للكاتب البريطاني Samuel Youd والتي كتبها في نهاية الستينيات من القرن الماضي تحت إسم مستعار هو John Christopher.
مرحباً صديقي
ReplyDeleteإن المسكين المضطهد (يود) هو أنا بين أوباشي الوهابيين
إنه نحن بين المكرفونات الناعقة بالمساجد
إنه نحن بين الهمج المتكاثرين بقسوة
تحياتي
قرأتها بسلاسه
ReplyDeleteبديع لكن بلرسم ابدع
أتمنى ان تزور مدونتي
احترامي
عرب في الفضاء
ReplyDeleteهل تعتقد بأن الهجرة خارج كوكب الأرض ستنقذنا؟؟
عفريت ازرأ رافع ايده لفوء وفي بؤه زيجاره
ReplyDeletesilhouette
ReplyDeleteعرب في الفضاء
هل تعتقد بأن الهجرة خارج كوكب الأرض ستنقذنا؟؟
/-/-/-/-/-/-/-/-/
من يريدكي خارج الكوكب ،، الا تعلمين ان سكان كوكب المريخ وضعوا اعلانا بعدم رغبتهم في دخولكي الى كوكبهم
انا باحبك ودي صورتي
ReplyDeletehttp://news.egypt.com/ar/
images/stories/16370.jpg
http://www.copts.com/arabic
/images/stories/ZaghlulNagar04.jpg