Jun 24, 2008

أبطال الاعجاز العلمي









عمل مشترك بين بن كريشان و MHJ

Jun 17, 2008

براءة الاختراع ..... مسروقة

براءة الاختراع ..... مسروقة


منذ فترة وأنا الاحظ ظاهرة غريبة، في البدء ظننت أنني مخطئ أو أن ذاكرتي بدأت تضعف ، إلا أن الموضوع تكرر لأكثر من مرة، لأحكي لكم القصة من بدايتها......

كنت أبحث عن بعض المصادر المكتوبة باللغة العربية في بعض المواقع الاسلامية والتي كنت قد عثرت عليها قبل فترة، فقرأت القليل وحفظتها في متصفح المواقع لحين أن أحتاجها، ولشدة دهشتي حين دخلت نفس الموقع ونفس الصفحة بعد بضعة أسابيع ، وجدت أن ما فيها قد تغير تغيراً جذرياً عن ما أذكر أنني قرأت فيها في المرة الاولى التي وجدت فيها الموقع. وتكرر الامر مع أكثر من موقع، أحاديث تظهر وأخرى تختفي، حقائق تأريخية تتبخر وتتشوه لتخدم الاجندات الغريبة للسلفيين والوهابيين وأيات الله وغيرهم من الدجالين والذين يمولون هذه المواقع بسخاء وأصرار، لا يفسره شيء إلا رغبتهم في أخفاء وتغيير التاريخ، لا لشيء إلا لكي يقول ما يرغبون هم في سماعه أو ما يظنون أنه قد حصل حسب ما تم تلقينه لهم من قبل شيوخ لايفقهون من أمور حياتهم أو تأريخهم شيئاً ومن ثم يفرضون على الاخرين قبوله على أنه حقيقة واقعة لا شك فيها.

بعض الصفحات التي كانت تحكي عن تأريخ اللغة العربية قبل ظهور الاسلام والمستوى اللغوي العالي لفترة ما قبل الاسلام إختفت أو تغير مضمونها، وأخرى عن تحكي عن تورايخ وسير علماء عرب، حاربهم الخلفاء لتوجهاتهم غير الدينية فتغيرت هذه السير وأصبحت تحكي عن ورعهم وإيمانهم المطلق أكثر مما تحكي عن علمهم و إكتشافتهم، وإختفى كل ذكر لمعادة الخلفاء لهم.

إن التأريخ تعاد كتابته ياأخوان، فالحذر ومن ثم الحذر، فما يحصل الآن سينتج أجيالاً لا يعلمون من أمرهم شيئاً، سينتج عقولاً مشوهة اكثر مما هي عليه الأن. فهؤلاء الهمج سيغيرون بإسم الدين تأريخ حضارة عظيمة أمتدت جذورها إلى ما قبل البابلين والفراعنة. أن ما يفعلون لهو أسوأ مما فعله هولاكو والمغول حين دخولهم بغداد، فها هم يقتلون العلماء ويهجرونهم، يغيرون التاريخ و يمنعون ويتلفون كتباُ قيمة من المكتبات العامة وينشرون في مواقعهم نسخاً مشوهة عن حوادث تاريخية مهمة تبتعد كل البعد عن الحقيقة والموضوعية. فإحذروا يا ناس، إن تأريخكم يتغير و حضارتكم تمحى بهدوء وبطئ. فإن كنا قد انقذنا تاريخ البشرية من الضياع في يوم من الايام عندما ترجم العرب ألالاف الكتب الى العربية من تراث الاغريق والرومان وغيرهم ، فمن سيحفظ كتبنا وحضارتنا من الضياع على أيدي الدجالين والمدعوذين والذين ينتشرون كما تنتشر النار في الهشيم؟



من الآن فصاعداً ، لن أستغرب أي شيء ، لن أستغرب كثيراً أن جاءنا من يقول أن فكرة الغواصة لم يجييء بها ليوناردو دافنشي أو جول فيرنز، بل هي من إختراع النبي يونس والذي بعد أن خرج بالسلامة من بطن الحوت اللطيف والذي أخذه في جوفه في رحلة إلى أعماق البحار ليتفرج على الشعاب المرجانية والدلافين وحصان البحر والاخطبوط البلبوط ابو ثمان رجلين ومن ثم بعد كل ذلك تقيؤه على أقرب يابسة لينام تحت شجرة قرع وعندما صحا أتاه الوحي من عند ربه بفكرة الغواصة بعد أن سقطت حبة القرع على رأسه.


أما المخترع العظيم عيسى، فقد كان السباق الى اكتشاف الاستنساخ البايولوجي وذلك عندما جعل ثلاث سمكات تتكاثر في ثانية لتطعم خمسمائة شخص ولكن علماء الاستنساخ الجيني بخسوا عليه حقه وانكروا عليه براء اكتشافه. اما ثورة الاتصالات فقد بلغت ذروتها عندما صعد المخترع موسى متعدد المواهب الى قمة الجبل ليجرب إستقبال البث الفضائي ويستلم الارسال الالهي الموجه والذي اعطاه معلومات قيمة عن كيفية صناعة عشرة لوحات اليكترونية للبدالات التليفونية عبر الاقمار الصناعية فجاء غراهام بيل وسرقها منه ، كما سرق تكنولوجيا الهاتف من المذكرات السرية للمخترع محمد، والتي تحكي عن تجاربه السرية في احدى الكهوف للاتصال بكائن فضائي عجيب قد يكون هو المسؤول عن تواجدنا على هذا الكوكب.




لن أستغرب كثيراً ، إن جاء من يقول أن زغاليلو النجار أطل بطلعته البهية ولحيته الزكية وأسنانه العاجية على جهاز التلفزيون ، ليقول أن فكرة الريموت كنترول مسروقة ، وإن من أخترعها هو المخترع العظيم موسى أيضاً (ألم نقل أنه متعدد المواهب هذا الموسى) والدليل على ذلك هو عصى موسى التي يتحكم بها بالبحار فيشقها لنصفين بعد أن يضغط على زر مخفي بها.


أما نوح عابر البحار وسفير الأمصار، فعلومه فاقت كل العلوم في زمانه، فقد مزج اللوجستيك بالشحن البحري مع الزولوجي وحفظ الخلايا وقام بإثبات كل ذلك علمياً وعملياً على ظهر سفينته المخصصة للبحث العلمي وتجارب أعالي البحار، فجاء إدوارد ووتون وجاك كوستو وغيرهم ليسرقوا افكاره ويطمسوا الحقائق ويتأمروا عليه وينسبوا كل إكتشافاته لأنفسهم المريضة.


أما الاخوان هاسنفلد مخترعوا العاب الترانسفورمز فقد سرقوا الفكرة من موسى مخترع الالعاب ( وما ادراكم ما هي مواهب موسى، فمن كثر تعدد مواهبه، عملوا له عداد مواهب يشبه عداد الكهرباء) والذي صنع اول النماذج من عصى تتحول الى افعى ومن ثم تعود لتصبح عصى بعد أن يضغط على الزر البنفسجي الصغير والذي يقع مباشرة بجانب الزر الاحمر الذي إذا ضغطه ينشق البحر الحمر ليصبح كمؤخرة حسني مبارك في أيام شبابه.


اما المكتشف أدم الطويل فيعود له الفضل في أكتشاف الجاذبية الارضية، ولكن لا أحد يعلم بذلك لأن نيوتن اللئيم وجد التفاحة التي أخفى في داخلها بحوثه المتعلقة بالجاذبية الارضية والتي إكتشفها عند إرتطامه بالارض بعد أن تعارك مع الكائن الفضائي العجيب الذي يعيش على السطوح فدفعه الاخير من فوق السطوح ليقع على رأسه في حديقة بيت الجيران الذين لديهم ديك يبيض، وعندما إستيقظ بداء يتساءل عن سبب سقوطه وإرتطامه بالارض، وهكذا فهم معنى الجاذبية الارضية وتطبيقاتها.


أما الاخوان رايت و وكالة الفضاء الاميريكية ناسا، فماذا هم فاعلون ؟ فما اكتشفوه أو يحاولون إكتشافه عبثاً فيما يخص علوم السفر في الفضاء لا يجيء قيد شعرة قرب أول رواد الفضاء في التاريخ، نعم ... فإن أول رائد فضاء في التاريخ كان المخترع محمد، فهو أول الصاعدين الى الفضاء العلوي وما فوقه، راكباً على ظهر برقوقه العجيب ذو المحركات النفاثة والتي تعمل بوقود بيض الديك ومن عجائب الاقدار أنه صعد الى الفضاء حتى بدون خوذة فضائية أو أوكسجين. فإي تطور تكنولوجي هذا، وإي اعجاز علمي هذا.


لا تستغربوا إن قرأتم مثل هذا الحديث، فكما إسلفت في بداية القول، فإن التاريخ تعاد كتابته على أيدي مغسولي العقول وأصحابهم من دجالي الاعجاز العلمي ومن يتبعهم من المرتزقة والمدعوذين.

عيعيييييعووووووووو ..... وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .......... وبعد ذلك ذهبت لترى كم بيضة باض الديك بعد أن صاح.......

يلة إصحوا من النوم صار الصبح.

مع تحياتي للجميع، و لا تزعلون ، ترة الديك ما يبيض حتى لو عملوا له عملية تغيير جنس وصار دجاجة.

MHJ



* على فكرة لا أعتراض على دعوة كل هولاء بالمخترعين لأنهم فعلاً مخترعين (بالمعنى العراقي للكلمة).


Jun 5, 2008

ممالك الغربان في ادمغة العربان

عقول ممسوحة ممسوخة ، عاث بها الدهر وهراء الدجل

ختمت باقفالٌ كسرت مفاتيحها وتشوهت هيئتها من كثر الهبل

لم يعد النور يسكنها فإظلمت وامتلكها الجهل

ومن ثم وقع عقداً لإيجار كل عقل منها لغراب ليسكن دهمته حتى يحين الأجل


وقت العرب ضاع في التعتيم وخرافات المشعوذين وصحبتهم من ملوك ممالك الغربان والزبالين ، يملوئني الحزن وانا أرى شباب العرب ينحدرون في هاوية الخرافة و المغامرات الاسطورية لأنبياء لو كان فيهم نفع لنفعوا انفسهم أولاً، فذاك الذي ابتلعه الحوت و أخر صلب و غيره حرق أو مات في حسرته، محض أساطير... لا دليل يسندها أو عاقل يعقلها ولا حتى في تحشيش المساطيل، وهنا أضم صوتي لصوت بن كريشان وهو يقول : اصحوا ... انهم يكذبون عليكم ...


المشكلة لا تكمن في الايمان بالخرافة أو غيرها ، فلكل منا خرافة تسكنه... فذاك الذي يتمنى أن تكون له قوى خارقة أو يعيش في عوالم خيالية مثل هاري بوتر أو عالم نارنيا الساحر والاسد أصلان... قد تكون هذه العوالم أقل خيالية من القصص الاسطورية لبعض السوبر انبياء ، ولكن ما يجعلنا نعلم علم اليقين أن هذه الاقاصيص هي محض أساطير.... الحقيقة الحتمية.... وهي ان أحدهم الف وكتب كل هذه القصص البديعة في عصرنا هذا .... فما الذي يجعل اقاصيص الاولين - ( والتي للأسف.. يقتل على خلفيتها أو "على اساسها" الالاف من البشر في ارجاء العالم كل يوم ) - تختلف عن أساطير الكُتاب المعاصرين؟، والتي كما نعلم كلنا ، انها في أخر المطاف .... محض اساطير وقصص.



غراب واحد أو غرابان ، ما الفرق؟

إن كان كلاهما أسودان و بنفس الهراء يؤمنان

ما الفرق ان زادت في ذيل اولهما ريشة أو نقصت

في أخر اليوم، النتيجة واحدة .. كلاهما غرابان أدهمان


بعضهم يقول "متفائلاً" ان نسبة المتطرفين بين المسلمين لا تتجاوز العشرة بالمائة، بينما الاغلبية الباقية فهي من المسلمين "المعتدلين"... فما معنى الاعتدال؟ معضمنا قد يعرف الاعتدال بأنه "عكس التطرف" والبعض الاخر سيعرف المعتدلين بانهم اشخاص معتدين بما يؤمنون ولكنهم لينون في التطبيق... بينما المعتدل الحقيقي سيُعرف الاعتدال بأنه أقرب الى كون الشخص غير منحازاً الى طرف او جهة معينة وإن هذا الشخص يحترم جميع الاراء ويأخذها بعين الاعتبار..... وما أفقد مجتمعاتنا الى هذا النوع من المعتدلين ... أو ربما لا....

المعتدل والمتطرف متشابهان ... وكما يقول التعبير الدارج: وجهان لعملة واحدة، وهنا اجد نفسي في معضلة فكرية، تتمثل في قبول فكرة المتدين المعتدل على انه شخص "مختلف" عن المتدين المتطرف، فكلاً منهما يؤمن بنفس الاسطورة أو الخرافة، وكلاً منهما يندرج تحت نفس التعريف الشامل: أي كونهما كلاهما متدينين ويتبعان مذهباً أو فكراً ما، وبالنتيجة، فإن المعتدل من هذا النوع، سيتأخذ موقفاً أو رأياً قد يوصف بالتطرف إن دعته الحاجة، مما يجعله متطرفاً بشخصية سرية (يعني مثل سوبرمان وسوبرمسلم).

كم من الزبالين تحتاج لتنظف فضلات الغربان؟

كسولة هي الغربان، تتغوط في كل مكان

وتمشي الهوينى خلف الزبال المسكين

لتتغوط بعد أن ينظف المكان


الانسان بطبيعته كائن فضولي ذكي ذو خيال واسع، تستهويه غرائب الامور وغوامضها منذ الطفولة، من أقاصيص الجدات والامهات والتي تحكي عن السعلوة وامنا الغولة والمارد الجبار و السندباد عابر البحار وغيرهم ... والتي تناقلتها الاجيال جيلاً بعد جيل، فتطورت وتغيرت وزادت أونقصت، ولكن ذلك لم ينقص من المتعة التي يعيشها الشخص وهو يستمع الى هذه الاقاصيص مرة بعد مرة... ويحزن لأن جدته أو والدته اختصرت القصة لآنها تريد أن تنظف البيت أو تطبخ طعام الغداء أو غيرت معالمها بعد ملت من رواية نفس القصة للمرة الخامسة والثلاثين.

لا أحد يعلم من كتب الكثير من هذه القصص الاسطورية، ولكننا نعلم بالتأكيد ولو بعد حين، أنه لا وجود للغولة أو الذئب الشرير والذي سيأكلك إن لم تسمع كلام الماما والبابا... إلا يذكركم هذا بشئ ما؟؟؟؟

قط أسود راقص مجنون ، وما أكثرهم في هذا الكون

يجيئون ويذهبون، لا شغل يشغلهم الا الصراخ طوال اليوم

من فوق ابراجهم المشيدة هم مغرورون متحكمون

في خرائب ممالك الغربان هم معروفون


قبل أن يأتي الينا الكتاب المطبوع و الراديو والتلفزيون ومن بعدهم الكومبيوتر والانترنت والتي بالاضافة لكونها من وسائل نشر المعلومات وحفظها من التغيير (أو اخفائها و تغييرها(! فهي من وسائل الترفيه الرئيسية في زماننا الحاضر، فمن منا رغم كل مشاغل الحياة العصرية لم يجد من الوقت ولو لنصف ساعة في اليوم ليتفرج على مسلسله الدرامي المفضل أو حلقة كارتونية ما أو يقرء فصلاً من كتاب للمغامرات يعجبه !؟ – أعتقد أن الجواب هو أن اغلبنا يفعل ذلك... وأغلب الظن، أن هذه النصف ساعة هي أفضل أوقات اليوم ...


وألان لنحاول أن نتخيل كيف كان الانسان يعيش قبل ألف أو الفين من السنين، حيث لم يكن يوجد من وسائل الترفيه إلا رواية الاقاصيص والاشعار، حيث لم يكن الانسان يعلم عن الكون الذي يحيط به إلا القليل ، وكل ما عدا ذلك من حوله هو محض غموض وأسرار.... وكونه إنساناً ... أي كائناً ذكياً ذو خيال واسع... فسيحاول بالتأكيد أيجاد أجوبة للآسرار المحيطة به مستنداً على الطبيعة من حوله و معرفته البدائية وموروثه الفكري و الثقافي في ذلك الزمان، فكان الواقع يختلط بالخيال وبالعكس، ومن ثم بمرور الزمن تزيد هذه الاقاصيص أو تنقص وتتغير هيئتها بفعل النقل الشفهي أو بتغيرالغرض المراد من روايتها.


كمثال على ما ذكرت سابقاً ... البرق... نعم البرق... فحتى زمن قريب ، كان البرق والرعد يعتبران من علامات غضب الالهة، وحيكت حولهما أشكال القصص والاساطير في مختلف الحضارات والديانات والقارات لغرابة الظاهرة ولشكلها المخيف بالاضافة الى الحرائق التي تتسب بها قبل أن يكتشف العالم الالماني كارل شتاينهيل Carl August Steinheil مبدأ التفريغ الكهربائي عن طريق ايصال سلك معدني بالارض في عام 1837م. فقبل أن يفهم الانسان التطبيقات المتعلقة بالكهرباء والتفسير العلمي لظاهرة البرق، كان يتخبط لمئات السنين محاولاً تفسيرها مستخدماً المعلومات المتواضعة التي جادت بها عليه الطبيعة من حوله بالاضافة الى موروثه الثقافي والذي لا يقل تواضعاً وبساطة، فكانت النتيجة على مر السنوات بالتسلسل التالي:

- بإعتبارها اقدم الديانات المعروفة، ظهر البرق Vajra عند الهندوس كسلاح خارق للآله إندرا Indra (اله البرق).

- أما في ديانات وادي الرافدين والاناضول، فظهر البرق بشكل شرارة ثلاثية في يد الاله تيشوب Teshub.

- وفي الحضارة الاغريقية كان البرق سلاحاً فتاكاً بيد الاله زيوس

- والرومانية ، البرق فيها كان سلاح الاله جوبيتر أعطاه اياه الاله سيكلوبز Cyclops

- أما في أمريكا الجنوبية، فكان البرق الثلاثي رمز اله المايا هوراكان Huracan

- اما في حضارة الفايكنك والحضارات الشمال والغرب جرمانية، فكان البرق مرتبطاً بكونكنير Gungnir وكذلك بالاله ثور Thor

- أما فيما يخص معتقدات امريكا الشمالية والسكان الاصلين فكانوا يعتقدون بـان هناك مخلوقات برقية تدعى Ani Hyuntikwalaski والتي تتسبب بحرق أشجار السيكامور المجوفة sycamore

- كما ظهر البرق في حضارات ومعتقدات أخرى لا يتسع المجال لذكرها.

إن كلاً من هذه الحضارات فسرت الظاهرة بعزلة عن الاخرى ، وكان التفسير حسب ما توفر لها من موروث ثقافي ومرتبطاً بالطبيعة التي حولها، بغض النظر عن التشابه في التفاسير رغم إختلاف المكان والزمان، ما يهم في الموضوع هو إن كلاً من سكان هذه الحضارات قد أمن ايماناً مطلقاً بأن البرق هو سلاح الهي خارق للطبيعة ، يستعمله الاله على من يعصي أوامره، وعاش هذا الايمان لأجيال من بعدهم . وهكذا كان البرق أحدى أكثر الخرافات الدينية انتشاراً وأطولها أمداً في الاندثار. فما الذي يجعل غيرها من الاساطير والتي أعتبرت حقائق واقعة تختلف عن قصة البرق والرعد وأمنا الغولة وأبونا المسيح و اولادهما عنكبوت الغار والبراق الطيار؟؟؟؟


الغربان فرحة سعيدة بالقط الراقص المجنون

هم بريشهم الداكن اللامع يتابهون

متناسين أن هناك من الطيور أشكال مختلفة اللون

والطيور على أشكالهم والوانهم لواقعون


والان لنواصل لعبة التخيل التي بدأنها سابقاً بصاعقة برقية عسى أن لا تسقط عليكم (خصوصاً إذا ما لابسين نعال بلاستك أو رابطين نفسكم بسلك مربوط بمسمار طويل بالحايط أو كاعدين تحت شجرة السيكامور..... أما اذا كنتم تؤمنون بالاله تيشوب فلاخوف عليكم ولا داعي لإتباع الارشادات السابقة ، ولا داعي للتذكير أنه في حالة الحريق .....وين الطفاية مال الحريق؟...... المهم ... نرجع للسالفة...). من أهم العوامل التي ساهمت في انتشار وترسيخ الاسطورة أو القصة أو الخرافة، هو حُب الانسان غير المفسر للقيل والقال، ورغبته الغريبة في تصديق أي شئ خارق للطبيعة وخصوصاً إن كان هذا الشيء يفسر ولو بشكل بسيط ما يدور حوله من غرائب الطبيعة، فمثلاً لو تخيلنا قرية صغيرة قبل الف من السنين، تعداد السكان لا يتجاوز المائة، وهم من البسطاء العاديين، لا تلفزيون ولا كهرباء ولا هم يحزنون. فلو قال احدهم أنه ذهب للصيد الليلة الماضية وفيما هو يهيم في البراري ظهرت له السعلوة أم رجلين مليانة شعر فهرب منها وعاد الى منزله خائفاً مرتجفاً... (على فكرة، هذا الصياد لا يكذب، والسعلوة كانت هناك، ولكنها كانت مجرد شجرة تحركها الرياح في ظلمة الليل)، النتيجة أن أغلبية الناس ستصدق الصياد وسينتقل الخبر في القرية بسرعة الريح – الناس تحب القيل والقال كما أسلفنا وتستهويها فكرة كل ما هو غريب – وفي الليلة التالية لن يذهب أحد للصيد، ولأيام بعد ذلك سيتوافد الناس على الصياد ليسألوه عن السعلوة ، و في تلك الحالة حتى لو أعاد الصياد التفكير فيما رأه وعرف أنه كان مجرد شجرة فهو لن يجروء على تغيير أقواله فقد خرج الامر من يده وأصبح أمراً عاماً وهو لا يريد أن يظنه الاخرون جباناً يهرب من ظل شجرة.


ستمر السنوات على قريتنا الصغيرة هذه، وستكبر القرية ويزيد عدد سكانها، وستظل تجربة الصياد الذي رأى السعلوة جزءاً لا يتجزأ من تراثها و تأريخها المتناقل من جيل لأخر، وسيقسم الاباء للابناء بأنهم رأوا السعلوة بأنفسهم كذلك، وسيؤخذ الامر على أنه حقيقة واقعة وستحاك حوله القصص المختلفة على مدى مئات السنوات وستعيش الاسطورة. (على فكرة ، ما زال الكثير من الناس يؤمنون بوجود السعلوة الى وقتنا هذا، وخصوصاً في جنوب العراق ، وبالتحديد في قرى الاهوار، أما بالنسبة للصواعق البرقية فما زال الكثير من المسنين في أوربا – خصوصاً بولندا – يؤمنون بأنها من علامات غضب الرب).

ظلال ممالك الغربان تسكن عقل الانسان

كانت وما زالت من علامات هذا الزمان

فإستيقظوا يا عربان ، عليكم الامان

لم تعد الغربان تسكن هذا المكان

هنا أريد أن أترك السؤال مفتوحاً، مالذي يجعل هذه الخرافات والاساطير تختلف عن غيرها؟ فهي تستند على نفس النوع من الادلة والبراهين المضحكة الواهية ، وبعضها عاش لآلاف السنين قبل أن يندثر ويموت؟ قد يكون عامل الزمن وتطور علوم الانسان أحد مفاتيح الجواب... فكروا قليلاً....



مع تحياتي للجميع،

MHJ