Jan 30, 2010

تأملات في أوصاف الجنة

تأملات في أوصاف الجنة

أو

الجنة مستعمرة بريطانية



ليس هنالك أسوأ أو أغبى من كاذب يكذب فيصدق كذبه وبعدها يزيد من كذبه فيناقض نفسه ... ولكنه ما زال يصدق كذبه القديم والجديد في نفس الوقت ... وعلى رأي المثل العراقي: " جذب مصفط ولا حجي مخربط" ... وهذا بالضبط ما حصل مع صلعم وهو يصف الجنة لاصحابه... ومن هنا تبدأ قصتنا...

يبدأ صلعم بوصف أبعاد الجنة فيقول : (في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون) ... أي إن الجنة لها ثمانية أبواب ... ثم يقول مضيفاً في مناسبة اخرى : (باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضُ مسيرةِ الراكب ثلاثاً، ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبُهم تزولُ) .... أي إن عرض الباب مسيرة شخص يركب ناقة أو حصان لمدة ثلاثة أيام... ويضيف إلى ذلك قائلاً : (ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً) ، أي إن المسافة التي بين كل بابين من الابواب الثمانية هي المسافة التي يحتاجها راكب الناقة أو الحصان وهو يسير لمدة سبعين عاماً.

إلى هنا أعتقد أن صلعم قد وفر لنا من المعلومات ما يكفي لقياس ابعاد الجنة في مستوي هندسي ذو بعدين، وبإستعمال بعض الرياضيات البسيطة فإننا سنتوصل الى ابعاد الجنة:

لا أعلم كيف يسير الشخص وهو راكب ! في قول صلعم : (إلا يسير الراكب) و (مسيرةِ الراكب) حيث إن الحيوان الذي يركب عليه هو الذي يسير ، ولكنني سأفترض جدلاً أن صلعم يقصد هنا سير الدابة والشخص راكب فوقها، وعليه سأخذ معدل سرعة سير الحصان والجمل في الساعة الواحدة ( 6 كيلومترات في الساعة) أي إن الحصان أو الجمل يسير ما معدله (144 كيلومتراً في اليوم) و (52560 كيلومتراً في السنة ) و (3679200 كيلومتراً في سبعين سنة ) هذا إن فرضنا جدلاً إن هذا الحصان لا يحتاج الى الراحة أو الطعام والماء و إن الراكب فوقه لا يحتاج أن يترجل عنه ليتغوط ... 3679200 كيلومتراً ! أتلك هي المسافة بين بابين من أبواب الجنة ؟!!! واعجباه ! ، قد يبدو الرقم 3679200 كبيراً الى حد ما بالنسبة لمقاييسنا الارضية إلا إنه لا يقارن بطول قضيب ذبابة إذا ما قارنا هذه المسافة بالمسافات الكونية (على سبيل المثال لا الحصر فالمسافة بين الارض والشمس هي 149597890 كيلومتراً وهي مسافة صغيرة جداً بالنسبة للمقاييس الكونية ، أي إن المسافة بين بابين من أبواب الجنة هي حوالي 2 % فقط من المسافة بين الارض والشمس!).

وعليه ، نعلم الان أن المسافة بين كل بابين من أبواب الجنة هي 3679200 كيلومتراً ، ويما إن الجنة لها ثمانية أبواب ، تشكل حدود الجنة كشكل هندسي فمن الممكن تخيل الجنة بأنها ذات شكل ثماني الاضلاع على سبيل الافتراض ، وفي كل زاوية من زوايا المثمن توجد إحدى هذه الابواب ، والتي يبلغ عرض كل منها "مسيرة راكب" لمدة 3 أيام ... أي (432 كيلومتراً). وعليه فلنبدأ في وضع خريطة أولية لما يمكن أن تبدو عليه الجنة على أساس هذا الاوصاف:


وبإجراء بعض الحسابات الاضافية البسيطة نجد أن قطر الجنة من الحافة الى الحافة هو 8882374 كيلومتراً (أي حوالي 6% فقط من المسافة بين الارض والشمس).

على كل ، فلنواصل مع صلعم ، عسى ولعل نتوصل الى شيء... يقول صلعم: (إن الجنة مئةُ درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) ، ياحلاوة ياحلاوة ، وكذلك يقول: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة) ...

في القولين الصلعميين اعلاه ، نجد أن وصف الجنة بدأ يأخذ بعده الثالث ، لتصبح الجنة مجسمة ثلاثية الابعاد، كما نجد طريقته في التعامل مع السماء على إنها محددة بمسافة وإنها تعلونا كسقف الغرفة وإنها غير متناهية الارتفاع في قوله (كما بين السماء والأرض) ، ولو فرضنا جدلاً إن ما يقصده صلعم بالسماء هو الغلاف الجوي لكوكب الارض (حيث تعرف السماء علمياً بإنها مناطق تواجد الهواء فوق مستوى سطح الارض وتنتهي حدودها بالغلاف الجوي لكوكب الارض) سنصل إلى نتيجة قد يستقيم معها المعنى ونتجب المغالطات الصلعمية فيما يخص فيزياوية الكون... وبما إن حدود الغلاف الجوي المتفق عليها قبل الوصول الى الفضاء الخارجي هي حوالي 100 كم .... نستنتج أن المسافة بين كل طبقة أو درجة من درجات الجنة هي 100 كيلومتر (رغم إنه علمياً وعملياً المسافة بين السماء والارض هي صفر ، فالسماء تبدأ بالهواء ، والهواء يلتقي مباشرة بسطح الارض ، وعليه فإنه لا توجد مسافة تفصل فيما بينهما .... ولكن دعونا نتغاضى عن هذه المغالطة الفيزياوية الصلعمية ونعتبر أن صلعم يقصد المسافة بين سطح الارض والغلاف الجوي ) ... وبتطبيق ذلك على الخريطة ثنائية الابعاد التي حصلنا عليه مسبقاً نحصل على التالي:


وبإجراء بعض الحسابات الاضافية البسيطة نجد إن إرتفاع الجنة هو 10000 كيلومتراً . جميل جداً ، تناسب صلعمي في الابعاد!!....

لنعد الان لنرى ما الذي يقوله صلعم أيضاً في مسألة الارتفاعات الخاصة بالجنة ، ونجد في هذا الخصوص وصفاً إضافياً لبوابات الجنة فيقول صلعم واصفاً مصاريع بوابات الجنة : (إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو هجر ومكة) وفي قول أخر :( لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى ) ، وسأتغاضى بمزاجي عن التكرار فارغ المعنى في القول الاول في قوله (بين مكة وهجر أو هجر ومكة ) - ( فبالطبع المسافة بين مكة وهجر هي نفسها بين هجر ومكة ، أهناك داعٍ لتكرار القول بعكس مواقع الكلمات؟! – وتفسير الماء بعد الجهد بالماء ... ) ، ولنأخذ القول الثاني والذي يبدو أكثر توازناً بقليل، ولكي نعرف المسافة بين مكة و هجر (البحرين) و بين مكة وبصرى ( بصرى الشام) ... سأستعمل Google Earth

وهكذا نجد أن المسافة بين مكة وهجر هي حوالي 1200 كم و بين مكة وبصرى هي حوالي 1300 كم ، وعليه تكون المسافة بين مصراعين من مصاريع أبواب الجنة هي حوالي 1250 كم بالمعدل، أي إن المسافة بين المصراعين تعادل حوالي 12 طبقة ونصف من طبقات الجنة... ياللتناسب !...


والان لنترك التناسب جانباً ونرى ماذا يقول صلعم أيضاً في وصفه للجنة ... (في الجنة خيمةٌ من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن) وفي قول أخر (الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون) ، شيء جميل ، فالارتفاع هو نفس العرض ، وهذا شيء دقيق جداً بالنسبة للدرة والتي هي كروية الشكل وبالنتيجة فإن إرتفاعها يساوي عرضها وهو بالتأكيد قطرها.... ويساوي 60 ميلاً .. لربما أصاب صلعم في قياسته هذه المرة .... ولكن.. لحظة واحدة .... 60 ميلاً ..... ميلاً ... يقول صلعم (ميلاً) ، صلعم يستخدم وحدة قياس إمبريالية بريطانية لم يشع إستخدامها حتى النصف الثاني من القرن السادس عشر في المملكة المتحدة ومنها إنتقل هذا الاستعمال لباقي المستعمرات.... ماذا نستنتج... نستنتج أن هذين القولين لصلعم قد تم التلاعب بهما من قبل الملكة إليزابيث الاولى !.... وهنا وللأمانة العلمية نجد أنفسنا أمام ثلاثة خيارات لمعالجة معضلة الخيمة التي بشكل درة لؤلؤية صلعمية بقطر 60 ميلاً ... الخيار الاول: أن نستثني هذين الحديثين لعدم صحتهما وننسبهما الى الملكة اليزابيث الاولى فعلى الارجح هي التي قالتهما. الثاني: أن نقول أن هذا إعجاز صلعمي فهو قد عرف قبل 1400 سنة ماذا سيستعمل البريطانيون من وحدات القياس لقياس سرعة الباص الامبريالي ذو الطابقين. أما الثالث فهو : أن نعلن الجنة مستعمرة بريطانية.


أما بعد، فيقول صلعم فيما يقول في وصف الجنة أيضاً: ( لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه ) و يقول (أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك) ويقول : (إن في الجنة غرفاً من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرُها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها من النعم واللذات ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت) - جميل جميل ، لبنة ذهب ولبنة فضة ، يبدو ان رب الرمال وصلعم يهتمون لدرجة كبيرة بقيمة المعادن النفيسة ! ألم يكن من الافضل أن تكون الارضية كلها مصنوعة من معدن البلايتن ؟ فهو أصلد وأثمن.... و عجبي على من يقول أن الجنة وجدت قبل أن يوجد البشر ، فما قيمة الذهب والفضة بدون أن يعطيها الانسان قيمتها الوهمية والتي إكتسبتها بفضل جشع الانسان و حبه لكل ما هو يلمع ، و أين الروحانية من كل هذا ؟!... ونعود الان الى القول الثالث من أقوال صلعم فنجده يصف نعم الجنة بقوله (فيها من النعم واللذات ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ) ، كيف هذا ؟ فصلعم يصف نعم الجنة الى أصحابه مما يعني أنه قد رأها حسب إدعائه أو ربما قد سمع بها من أحد الملائكة أو من إله الرمال شخصياً ، فكيف اذن (لا عين رأت، ولا أذن سمعت )؟! ... على الاقل كان يجب أن يقول (لا عين رأت، ولا أذن سمعت إلا عينيي و اذنيي)..

يقول صلعم كذلك :( شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ) ، هل لهذه الثياب ماركات ؟ أرماني مثلاً ؟ ثم كيف ستعرف الشجرة قياسات كل المنبوذين الى الجنة ؟ أو ما يرغبون هم به واحداً واحداً ، ثم ما حاجة البشر الى الملابس في الجنة ، أليسوا مدعوين الى حفل جنس جماعي له بداية وليس له نهاية ومن الافضل لهم أن يبقوا عرايا ؟ والاهم من كل هذا ، تبدو لي الجنة مادية جداً .... فما حاجة الروح للملبس والمأكل والمشرب والجنس ؟ أليس من المفروض أن تكون الامور مختلفة في الجنة ؟ أوليس هذا ما يروج له المدعوذون منذ أن ظهرت فكرة الجنة الساذجة قبل الالاف قليلة من السنين ؟ ولكن المشكلة ليست هنا.... المشكلة تكمن في أحد الاقوال السابقة الذكر لصلعم فإن نسي هو فنحن لم ننسنى بعد... يقول صلعم : ( لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه )... لا تبلى ثيابه ... نعم يا صلعم ... فإن كانت ثيابه لن تبلى... فما حاجته الى شجرة تصنع الثياب؟ إلا إذا كان صلعم يقصد الملابس العسكرية للجنود البريطانين في مستعمرة الجنة ، فكما سمعت فإن ملابسهم قد بليت وهم يتسلقون مصاريع الجنة ليعلقوا العلم البريطاني فوق باب الريان.


وما زلنا قد تطرقنا الى موضوع الاشجار، فيقول صلعم في هذا الخصوص : (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها ) . ويقال يضاً أن رجلاً سأل صلعم: يا رسول الله ما طوبى؟ قال: (شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها) ... جيد ، لنرى الان كيف تتناسب قياسات شجرة الارماني مع باقي قياسات الجنة.. فكما علمنا مسبقاً فإن المسافة بين بابين من أبواب الجنة هي مسيرة 70 عاماً ، مما يعني أن قطر الجنة في أحسن الاحوال (لو فرضنا أن الجنة شكلها مثمن أو دائري) هو مسيرة 170 عاماً لا غير.. فإن وضعنا هذه الشجرة في الجنة ، فأين سنضع باقي الاشجار وسدرة المنتهى... وإن تمكنا من وضع كل الاشجار فأين سنضع العمالقة من حور العين والتي يحتاج البعض منها الى مقعد عرضه مسيرة سبعين عاماً؟ وإن إستطعنا أن نضع مقاعد الحور العين في الجنة فأين سنضع أسورة رجال الجنة ؟؟؟ حيث إن صلعم يقول: ( لو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ) فكما نعلم مما سبق أن الجنة أصغر بكثير من الشمس فكيف يا ترى ستكفي الجنة لإصبع رجل الجنة وسواره يطمس الشمس؟ هل يا ترى سنترك رجال الجنة هائمين في الفضاء لترتطم أعضائهم التناسلية بقمم أشجار الجنة وتتطاير أسورتهم هنا وهناك لتتساقط فوق الجنود البريطانيين؟ كلا ولا فهذا ليس من شيم أهل الجنة ! ربما تبدو هذه المشكلة تافهة جداً إذا ما قورنت بمسألة أخرى لها بالغ الاهمية الا وهي: ماذا إن تغوط أو تبول احد رجال الجنة فوق الجنة ؟ ... سيول جدة ستهون أمام هكذا كارثة... وهنا أحب طمئنة كل من يؤمن بجنة صلعم أو أي جنة اخرى من الممكن أن تتعرض لهكذا نوع من الحوادث وأقول لهم بأن ذلك لن يحدث ، ليس لأن الجنة غير موجودة بل لإن صلعم قد تمكن من حل هذه المشكلة مسبقاً بقوله: (يأكل أهل الجنة ويشربون، ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون، طعامهم ذلك جشاء كريح المسك )... فهنيئاً لكم فلن تغرقوا ... ولكنني أتساءل هنا .. ما أهمية هذه المعلومة (ولا يمتخطون ولا يتغوطون ) بالنسبة للمؤمن ؟


أثار إهتمامي وانا أتخبط في تناقضات صلعم شيء مهم جداً ، الا وهو وجود الشمس في الجنة أيضاً في قوله : (لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ) وهنا لابد أن نتغاضى للمرة الاف عن حقيقة إن الشمس لن ولم تستطع طمس نور النجوم في أي حال من الاحوال – وإن لم يصدقني المسلمون فليأخذوا زوجاً من نظارات مراقبة الكسوف الشمسي وينظروا الى السماء في عز الظهيرة وسيرون النجوم في عز الظهر كما يقال فلا شمس طمستها ولا أسورة منعت ضوئها - ... على كلٍ ... يقول صلعم أيضاً في مسألة الشمس والجنة: (إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأة فتضرِبُ على منكبه، فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤةٍ عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها: من أنت؟ فتقول: أنا المزيد، وإنه ليكون عليها سبعون ثوباً أدناها مثل شقائق النعمان من طوبى، فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها التيجان، وإن أدنى لؤلؤةٍ عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ) ... دعونا من مخ ساقها ولنركز في مسألة المشرق والمغرب ..... إن الشروق والغروب هما ظاهرتان أرضيتان بحتان ترتبطان بموقع اللارض في المجموعة الشمسية وموقعها من الشمس، وإن أخذنا هذا بنظر الاعتبار ألا يعني ذلك أن الجنة تقع في مكان ما على الارض ... أو ربما هي الارض نفسها ؟ .... والسؤال الاهم .... كيف ستبقى الشمس بعد أن يقوم رب الرمال بعمله الاستعراضي الكبير المدعو يوم القيامة ؟ ولو فرضنا إنه لن يفعل ، فإن الشمس ستفنى من دون تدخله بعد خمسة بلايين سنة ونصف (أي عند إنتهاء عمرها الافتراضي) أو ربما نتيجة لسقوط سوار من أسورة رجال الجنة عليها فتطمسها طمساً. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لا علاقة له بالشروق والغروب ... ولكن له علاقة بظل الشجرة التي يحتاج الراكب مئة عام ليقطعه ... من أين سيأتي الظل بعد أن تفنى الشمس ... !!!!!!!؟؟؟؟؟


جواب السؤال السابق: بما إن الجنة هي مستعمرة بريطانية .. وكما يقال فإن الامبراطورية البريطانية لا تغرب الشمس عن أراضيها ! وعليه سيبقى الظل كذلك ... وإن غابت الشمس ... فإن الجنود البريطانيين سيستعملون صواريخ التنوير ... فيستطيع المؤمن أن يسير في ظل الشجرة مائة عام ونيف بدون مشاكل أو إلى أن يجد بدلة تناسب مقاسه . .


لندع المزاح جانباً الان ونتحول الى مسألة أخرى ... فكما يبدو فإن أهل الجنة يحتاجون الى النوم ... ولهذا السبب يحتاجون الى فرش ... وفي هذا الشأن يقول صلعم: (وفرش مرفوعة) ويقول أيضاً : (ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض) و يقول في وصف فرش الجنة أيضاً : (ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة‘ عام) .... يا حلاوتك يا صلعم... من أين أبدأ ؟ - السؤال الحقيقي الوحيد الذي لم أعرف إجابته وأنا أكتب هذه المقالة .....


(ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض) ، تمام !! ... أي إن المسافة بين كل فراشين في الاتجاه العمودي هي بالضبط نفس المسافة بين طبقتين من طبقات الجنة ... جميل .... أتعلمون ماذا يعني هذا ؟ إنه يعني أن الفراش المعلق في الهواء سيرتطم بقعر طبقات الجنة أو يتغغلل فيها – إلا إن وضع رب الرمال الفراش في منتصف المسافة بين كل طبقتين ولكن في هذه الحالة لن يصبح إرتفاعه كما بين السماء والارض لأنه سيكون في منتصف المسافة ! ...لنترك هذه المسألة ليحلها الجنود البريطانيون وهم يقومون بالقفز المظلي لإنقاذ المؤمنين الذين يستيقظون من النوم و ننتقل الى مسألة اخرى... يقول صلعم : (ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة‘ عام ) ... طيب .... الارتفاع وعرفناه .... أما المسافة بينها .... فهذه مسألة تختلف كلياً ... فكما يخبرنا صلعم فإن المسافة بين بابين من أبواب الجنة هي مسيرة 70 عاماً ومن هنا إستنتجنا أن قطر الجنة لن يتجاوز في أحسن الاحوال مسيرة 170 عاماً ، فكيف يا ترى ستكون المسافة بين فرشين من فرش الجنة هي مسيرة 500 عام ؟؟؟؟؟!!!!!!! هذا يعني أما أن تكون هذه الفرش خارج الجنة أو إن كل طبقة فيها فراش واحد لاغير .... أتعلمون ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني أن الجنة بها 99 فراشاً لا غير (فالطابق الاخير – الفردوس محجوز لعرش رب الرمال حصرياً) .... وهذا خبر سيء جداً للمؤمنين الراغبين في ممارسة القفز الحر من فرش الجنة .. فما أن يدخل صلعم وأول 98 صحباً من صحبه الى الجنة فإن الجنة ستغلق أبوابها لعدم وجود فرش شاغرة.

والى هذا المقدار أكتفي... واقول لكل المؤمنين بالجنة وفرش الجنة .... أحلاماً سعيدة.


تحياتي للجميع

MHJ