Jan 16, 2007

رمضان على القمر تيتان

يعتبر القمر تيتان Titan أكبر أقمار كوكب زحل وثاني أكبر أقمار المجموعة الشمسية. يكمل القمر تيتان دورته حول نفسه وحول كوكب زحل في نفس الفترة الزمنية وهي بحدود 16 يوماً أرضياً. أكتشفه العالم الفلكي كريستيان هيوجنز Christian Huygens في عام 1655 ، وأحتله الفاتحين العرب الأوائل في خامس غزواتهم عام 3187 ، ففرضوا الدية على سكانه الأصليين وأجبروهم على الدخول في الإسلام. وبعد ذلك انقطعت أخبار هذا الكوكب.



و الآن بعد أكثر من سبعمائة عام، تقوم بعثتنا الإعلامية بزيارة هذا الكوكب للوقوف على أهم التطورات والأحداث التي صاحبت دخول هذا الكوكب في الإسلام وماذا حدث خلال هذه الفترة، لم نكن نعلم أن زيارة فريقنا الإعلامي لهذا الكوكب قد تزامنت مع حلول شهر"رمضان" فيه. وإليكم تفاصيل ما حصل....


نزلنا على الكوكب ونحن نعجب من كثرة الناس التي تجمعت للقائنا وهم يحملون الأعلام الملونة واللافتات والأطفال تركض هنا وهناك وهم يغنون: "أهلاً رمضان ... رمضان جانا وفرحنا بو.. أهلاً رمضان.."، في هذه اللحظة فهمنا سبب الهرج والمرج، فقد كان السكان يحتفلون بحلول شهر "رمضان"، أو هكذا ظننا....

بدأنا جولتنا على الكوكب ونحن نعجب من حال السكان ومظاهر الفرحة تملؤهم بصورة كبيرة، ورأينا الكثير منهم يعد الموائد ويحضرون الأطباق والأقداح... وكانت الأمور تسير على قدم وساق فيما يبدو أنه استعداد لوليمة كبيرة على شرف وصولنا...

وفيما كنا نتجول على الكوكب وصلنا إلى ما يشبه الجامع وكان الناس قد بدؤوا يتجمعون حوله وهم يحملون سلالاً من الأطايب الكونية، فازداد بنا الفضول حول الطقوس التي يتبعها سكان تيتان في الاحتفال بشهر "رمضان". قررنا الدخول إلى الجامع كي نلقي نظرة عليه من الداخل وما أغرب ما وجدنا فيه...

في مركز القاعة الرئيسية ينتصب تمثال رائع من المرمر الأرضي ، يرتفع عن الأرضية حوالي المترين، شعر رأسه منحوت بروعة فيما يشبه عناقيد العنب ويختبئ خلفه كائن غريب يشبه الفون Faun في الأساطير الإغريقية القديمة على كوكب الأرض. فقام أحد أفراد فريقنا بتوجيه جهاز المعلومات المحمول والمرتبط بالشبكة الكونية للمعلومات باتجاه التمثال، وكانت الصدمة أكبر حين بدأت المعلومات تأتي من الشبكة الكونية... وهذا ما جاء في تقرير الشبكة: " تمثال باخوس Bacchus... نحته الفنان مايكل أنجلو على كوكب الأرض سنة 1497 يبلغ ارتفاعه 203 سنتمتراً ، تمثل شخصية باخوس آلهة الخمر والنبيذ عند الأرضيين الإغريق القدماء، كان التمثال موجوداً في أحد متاحف فلورنسا بإيطاليا الأرضية. في سنة 3506 ، قرر المتحف إعارة التمثال إلى متحف الفنون الأرضية على كوكب المريخ لفترة قصيرة، فتم شحن التمثال وتحميله على إحدى سفن الشحن الكوني المتجهة إلى المريخ، و قبل أن تصل السفينة إلى كوكب المريخ تعرضت للسطو من قبل سفينة مهربين مصرية تدعى "سيث Seth"، واختفى التمثال منذ ذلك التاريخ ولحد الآن".





فبدأنا ننظر أحدنا إلى الأخر ونحن فاغري الأفواه لهذا الاكتشاف الغريب، ما الذي جاء بهذا التمثال إلى هنا؟ وماذا يفعل تمثال كهذا في وسط جامع القمر تيتان؟ وماذا حصل للعرب الأوائل الذين قدموا إلى تيتان؟

تعجبنا من أمرنا، وقررنا أن نجد تفسيراً لكل هذه الإلغاز. خرجنا من الجامع وبدنا بالتجوال في أنحاء القمر تيتان ونحن نجيل بصرنا هنا وهناك متعجبين لهدوء وجمال ما حولنا. وفيما نحن نسير على منطقة مرتفعة لمحنا في أحد وديان تيتان سفينة فضائية عملاقة تجثو على جانبها وتظهر عليها أثار فتحات تشبه الفجوات التي يسببها الارتطام بالنيازك والصخور المدارية، والغريب في الأمر أن هذه السفينة تبدو أحدث عمراً من السفن التي غزا بها العرب الأوائل هذا القمر. فبدائنا السير باتجاهها والفضول يملؤنا وكانت السفينة تبعد عنا حوالي ثلاثة كيلومترات، وعند اقترابنا منها استطعنا قراءة أسم السفينة المحطمة والذي كان " سيث Seth "......


كانت الصدفة أغرب من توقعاتنا، فقد ظننا لوهلة أن هذه السفينة تعود إلى العرب الأوائل، ولكنها كانت سفينة المهربين المصرية الشهيرة.... فقررنا الدخول إلى داخلها من باب الفضول وأملاً في الحصول على معلومة جديدة تجيب عن أسئلتنا الكثيرة.

كان داخل السفينة مظلماً نسبياً وقد بدأت النباتات و الأشجار تنمو تدريجياً خلال الثقوب التي يحويها جسد السفينة، كانت السفينة خالية من أي شيء، فتوجهنا إلى غرفة القيادة في السفينة "سيث" بحثاً عن سجل السفينة ، وقد كان هناك ، غامضاً ويعلوه الغبار. في تلك اللحظة أحسسنا أن كل الأجوبة على أسئلتنا موجودة في هذا السجل. وبكل فضول فتحنا السجل على أخر الصفحات المكتوبة، وهذا ما وجدناه:




السفينة سيث

سجل السفينة

التاريخ:19.10.3507


" اصطدمت مركبتنا "سيث" بصخور نيزكية فيما كنا نحاول اختراق حزام النيازك المحيط بكوكب زحل ، ودائماً ما كنا نستعمل النيازك كغطاء لنا عند الاقتراب من الكواكب ذات الحكومات الإسلامية والتي يمنع فيها تداول الكحول أو استيراده، وكان هدفنا هو الوصول إلى كوكب زحل لبيع المشروبات الكحولية المهربة التي نحملها ونأخذ بدلها البصل والملوخية وبعض المنتجات الزراعية المنقرضة على كوكب الأرض . تعطل النظام الملاحي في السفينة بعد الاصطدام بالنيازك مباشرة فاضطررنا للهبوط على أحد أقمار زحل .... تيتان...

قتل كافة الطاقم في هذا الحادث ما عداي وما عدا الملاح الأول. فنزلنا من المركبة وأسرع السكان التيتانيون لنجدتنا، وبعد أن أطعمونا بكرم وسخاء، أخبرونا بقصتهم الغريبة... فقد أحتلهم العرب الأوائل وأجبروهم على الدخول في الإسلام أو دفع الدية، فرفضوا، وثاروا ثورة كبيرة ونجحوا في الانتصار على العرب الذين حاولوا احتلال كوكبهم وإجبارهم على مالا يريدون.

ومر يومان و التيتانيون يعتنون بنا، وقد بدأنا نحب هذا الشعب اللطيف، فقررنا أنا والملاح الأول أن نفرغ السفينة "سيث" من كل المخزون الذي تحتويه ونهديه للتيتانيين كعرفان بالجميل، وهذا ما فعلناه. فقد قمنا بإخراج كل المشروبات المهربة الفاخرة التي كنا ننوي بيعها في زحل وكذلك تمثال جميل كنا قد سرقناه سابقاً بالقرب من المريخ وأهديناها كلها للتيتانيين، ففرحوا بهدايانا أيما فرح وحملونا على الأكتاف وعلمناهم بعض أغانينا التراثية وبقينا نشرب ونحتفل ونرقص ونأكل شهراً كاملاً حتى نفذ الشراب الذي كان معنا على السفينة، وكان هذا أسعد شهر في حياتي. وعشنا بعدها في سعادة ورخاء على هذا القمر المسالم، وهذا ما كان من أمرنا على القمر تيتان".



كابتن السفينة "سيث"

"رمضان المصري"


في تلك اللحظة فقط فهمنا كل شيء، فشهر "رمضان" على تيتان لا يمت بصلة لرمضان العرب المسلمين الأوائل بل يعني الشهر السعيد الذي عاشوه مع كابتن "رمضان المصري" في مأكل ومشرب و احتفالات ونعيم... وقد فرح التيتانيون بمجيئنا ظناً منهم أننا مهربي خمر مثل الكابتن "رمضان". وكانت هذه من أغرب المغامرات التي قمنا بها على الإطلاق ، وهذه قصتنا مع رمضان على القمر تيتان.



MHJ "آم أتش جي"

10 comments:

  1. Anonymous9:56 PM

    original imagination dude!
    Good work. Keep it up.

    ReplyDelete
  2. Anonymous3:54 AM

    الغريب أني دائما كنت أحلم أن تؤسس الدولة العربية الكبرى في تايتان، و تستغل محيطاته الشاسعة من الجازولين، لكن الكابتن رمضان ألطف طبعا.

    ReplyDelete
  3. Anonymous2:19 PM

    قصة بديعة جداً ، والغريب في الامر أنك وضعت أدلة تشير الى النهاية بشكل ما ، ولكن لم أكن أتوقع هذه النهاية على الاطلاق. عمل رائع ، جديد كلياً وأتمى أن يكون العالم العربي أكثر تحرراً كي تنشر هكذا قصص ... فقد مللنا بحق من قصص التاريخ الاسلامي المقرفة وخالد إبن الوليد الخ... فالوقت قد حان لنسمع مغامرات كابتن رمضان المصري

    ReplyDelete
  4. Anonymous11:34 PM

    very creative and intelligent work!

    ReplyDelete
  5. Anonymous8:21 AM

    Thank you friends, your words means a lot to me.

    ReplyDelete
  6. Anonymous6:05 AM

    Great and strange carzy short story, I did liked it... Keep on the good work.

    ReplyDelete
  7. Anonymous2:46 AM

    الحاج رمضان المصرى ما علمش اهل القمر تيتان تدخين الجوزة و الكذب والكسل كمان بس القصة جميلة أوى أوى

    ReplyDelete
  8. Anonymous2:13 PM

    هاهاهاهاهاهاهاههاهاهاهاهها ، رهيبة وملعوبة ، عاشت إيدك "أم أتش جي" وبإنتظار جديدك


    معجب

    ReplyDelete
  9. Anonymous2:13 PM

    هاهاهاهاهاهاهاههاهاهاهاهها ، رهيبة وملعوبة ، عاشت إيدك "أم أتش جي" وبإنتظار جديدك


    معجب

    ReplyDelete
  10. قصة جميلة
    لكن قصتي أجمل!1

    ReplyDelete