Apr 15, 2007

السر العظيم 2– صراع الآلهة

السر العظيم

2

(عودة وكبينلوب أو صراع الآلهة)


ملاحظة مهمة: أرجو من القراء الجدد أن يقرؤوا أو يراجعوا الجزء الأول من قصة (السر العظيم) قبل البدء بقراءة الجزء الثاني.


-1-

بعد ثلاثة سنوات من موت (نولكماليو)، لم تتغير حياة القبيلة كثيراً عما كانت عليه قبل ذلك، وازدادت رهبة السكان من زعيم القبيلة بعد تضحيته بابنه لإرضاء الآلهة. كان أتباع الزعيم يقدسون الإله المكعب الكبير أكثر مما يقدسون الصغير مما أدى لظهور طائفة أخرى ضمن القبيلة والذين يتبعون الإله المقدس الصغير، وكانت هذه الطائفة تسمي نفسها "عين الإله البلورية"، ويتبعون كاهناً يدعى "ندالنب" والذي أقنع أتباعه أن الإله المكعب الكبير الذي يقدسه الزعيم وأتباعه ليس بأهمية الإله ذو العين البلورية أو الإله المكعب الصغير.


كان زعيم القبيلة يذهب بين فترة واخرى إلى الكهف المقدس الكبير، حيث وجدت الآلهة المكعبة لأول مرة قبل عشرات السنين، وكان يجلس هناك في ظلام الكهف كي يتأمل ويفكر، ويجد طرقاً جديدة كي يحافظ فيها على منصبه وإحترام أفراد القبيلة له. وفجاءة حصل إنفجار عجيب في سماء الكهف يصحبه ضوء شديد.


-2-

في مكان و زمان آخرين، كانت مؤامرة أخرى تحاك من قبل "شيحة" أو كما نعرفه بشخصيته الأخرى "سوبرمسلم" ومعلمه "فشلوق"، كان "فشلوق" يخطط لإرسال "سوبرمسلم" عبر الزمن كي يغتال البروفيسور الدكتور "إسماعيل زنجاني" قبل أن يحصل على درجته العلمية من جامعة نيويورك. طار "سوبرمسلم" مخترقاً حاجز الزمن ولكنه بدل أن يتجه إلى الماضي القريب اتجه إلى المستقبل البعيد نتيجة عاصفة زمنية هوجاء أخفت معالم الممرات الزمنية.

وصل "سوبرمسلم" وهو يحمل الورقة التي تحوي عنوان البروفيسور إلى مكان مظلم، وبعد أن تعودت عيناه على ظلام ذلك الكهف لمح شخصاً يرتدي ملابس غريبة ينظر إليه بخوف وتعجب كبيرين، لم يكن هذا الشخص إلا زعيم القبيلة.....

تقدم "سوبرمسلم" من زعيم القبيلة وهو يحمل الورقة التي فيها عنوان البروفيسور "إسماعيل" كي يدله الزعيم على العنوان، فقدم له الورقة والتي كانت الكتابة فيها بالانكليزية، وقال "سوبرمسلم" للزعيم: "هل تستطيع أن تقرأ هذا العنوان وتدلني عليه؟؟"... فغر الزعيم فاههُ وهو لا يعلم بأية لغة يتحدث هذا الكائن الغريب والذي خرج من ظلام الكهف وهو يطير.


لم يكن من زعيم القبيلة إلا إن يركع على ركبتيه وهو يظن أن الإله المكعب الكبير قد أرسل له مبعوثاً ليباركه. أما "سوبرمسلم" فقد كان ينظر حوله وقد استنتج أنه أضاع طريقه بين الممرات الزمنية، فقرر الطيران عائداً إلى حيث أتى وتاركاً الورقة التي فيها العنوان مع زعيم القبيلة.

-3-

خرج الزعيم من كهف الآلهة وهو مذهول، وبدأ بالركض عائداً إلى القرية وهو يأمر كل الرعاة الذين يراهم في طريقه بأن يجمعوا الخراف التي يملكها ويعودوا بها إلى الحظيرة.

وصل الزعيم إلى أراضي القبيلة ومن خلفه الرعاة والخراف، وتجمع السكان حول الزعيم وهم مستغربين مظهره ومنتظرين ما سيقول.

استجمع الزعيم أنفاسه وقواه، ثم قال: " يا سكان القبيلة، لقد قابلت مبعوث الإله المكعب الكبير...." ، بدأ أفراد القبيلة بالنظر أحدهم للآخر، وبدأ صوت الهمهمات بالارتفاع بينهم. وفجاءة ارتفع صوت من بين الجموع قائلاً: " ما دليلك على هذا أيها الزعيم ؟؟؟ وما أدراك أن هذا كان مبعوث الإله المكعب الكبير وليس مبعوث الإله ذو العين البلورية؟؟؟؟ " ، كان هذا صوت الكاهن "ندالنب" وقد تجمع حوله أتباعه. فأمرهم الزعيم بالسكوت بحركة من يديه، ثم أضاف: " لقد أعطاني هذا الشيء المقدس....".... رفع الزعيم الورقة التي أعطاه إياها "سوبرمسلم" عالياً وهو يريها لسكان القبيلة و الكاهن "ندالنب"، لم يكن سكان القبيلة قد رأوا الورق من قبل، شيء رقيق كهذه الورقة لا يمكن إلا أن يكون من صنع الآلهة. فسجد جميع أتباع الزعيم، ولكن "ندالنب" وأتباعه ضلوا واقفين ورفضوا السجود.

التقت عينا الزعيم و"ندالنب" وتبادلوا النظرات شزراً فيما بينهما، فقد كانت هذه هي بداية عصيان "ندالنب" وأتباعه لسلطة الزعيم، مبعوث الآلهة ورسولها للقبيلة.

-4-

في داخل حظيرة الخراف والتي تقع عند أطراف القبيلة، كان نقاشٌ من نوع أخر يدور بين نوع أخر من الكائنات بلغة أخرى....

بعد إنهيار الحضارة التي نعرفها على الأرض، لم تنجو الكثير من الكائنات، ومن ضمن الكائنات التي لم تستطع النجاة كانت الخراف العادية التي نعرفها في أيامنا هذه. أما الخراف التي يربيها سكان القبيلة، فهي تختلف....

تنحدر هذه الخراف من سلالة الخراف التي أوجدها البروفيسور "إسماعيل زنجاني"* والتي تمتلك 15% من صفات البشر. كانت هذه الخراف خارقة، وإستطاعت النجاة من كارثة انهيار الحضارة بفضل ذكائها، وبقيت تتطور لآلاف السنين بعد ذلك. ولكن سكان القبيلة لا يعرفون ذلك....

كانت الخراف متجمعة حول الكبش الكبير، القائد الأعلى لثورة الخراف الخارقة، والذي قال بلغة الخراف: "لقد صبرنا كثيراً، وعددنا ما زال قليلاًً كي نقوم بالسيطرة على العالم، ونجعل هذه الكائنات المتخلفة عبيداً لنا.... ما زلنا في بداية الطريق، وحسب المعلومات التي رجع بها جواسيسنا عن الاجتماع الذي تم في ساحة القبيلة، أتوقع أن ينفصل عبدة الثلاجة عن عبدة التلفزيون، ويتقاتلوا فيما بينهم قريباً جداً، لذلك من الأفضل أن ننتظر حتى يتم ذلك، وتضعف قواهم وتتشتت في صراعهم الغبي، وعندها فقط نستطيع أن نضرب ضربتنا ونسيطر عليهم"....


-5-

كانت توقعات الكبش القائد في محلها، فقد قام "ندالنب" وأتباعه بنقل الإله المكعب الصغير ذو العين البلورية من ساحة القبيلة، وانتقلوا للعيش في الطرف الأخر من الوادي، وبدؤوا بتحصين أنفسهم والاستعداد لأي هجوم قد يأمر به الزعيم ضدهم.

كان "ندالنب" يرسل عيونه وجواسيسه إلى أراضي قبيلة الزعيم كي يأتوا له بالأخبار، وخصوصاً العسكرية منها.

بينما في الجانب الآخر من الوادي، كان الزعيم يعد العدة والعتاد كي يقاتل أتباع "ندالنب" المرتدين عن سلطته.

-6-

في أراضي قبيلة ما بعد البحر الكبير، كان (وكبينلوب) يعد العدة للرحيل عائداً إلى قبيلته الأصلية، كان قلقاً جداً، فهو لم يسمع أي خبر من تلميذه (نولكماليو) منذ أن رحل عائداً إلى القبيلة كي يخبرهم بسر الآلهة. ومن جهة أخرى كان يريد زيارة الكهف الغريب حيث تقع مدينة الأولين وحيث وجدوا الآلهة المكعبة لأول مرة.

كان (وكبينلوب) قد حل رموز لغة الأولين، وأصبح متمكناً منها قراءتها وكتابتها، وتعلم الكثير من علومهم. وكان سكان قبيلة ما بعد البحر الكبير يجلبون إليه ما يجدونه من كتابات وأثار الأولين.


بعد أن غادر (نولكماليو) عائداً، انشغل (وكبينلوب) بالبحث عن الوسيلة التي استطاع بها الأولون من إضاءة بيوتهم ليلاً، وتشغيل إختراعتهم الغريبة، وتوصل إلى أن الأولون قد اخترعوا شيئاً يدعى بالمولدة الكهربائية، وكان هدف (وكبينلوب) من زيارة الكهف مرة ثانية هو أن يجد واحدة من هذه المولدات و جعلها تعمل.

-7-

بعد رحلة إستمرت أكثر من ستين يوماً، وصل (وكبينلوب) إلى الكهف الذي كان قد إكتشفه قبل عشرات السنين، كان الوادي البعيد ما زال كما هو، لم يتغير.

دخل (وكبينلوب) إلى الكهف، وقد أعد العدة للبقاء بضعة أيام فيه كي يستكشف أسراره ويبحث عما جاء من أجله. قسم (وكبينلوب) المدينة العظيمة المدفونة تحت الأرض إلى أقسام لتسهيل البحث.

تجول في المدينة لأيام وأيام، ولم يكن ينام إلا قليلاً، وجد الكثير من الأشياء التي أثارت فضوله، بالإضافة إلى كونه وجد مولدة كهربائية مملوءة بالوقود ، فقد وجد أيضاً الكثير من الاختراعات المفيدة التي كان قد قرء عنها سابقاً في كتب الأولين، فقام بتجميعها في مكان واحد في حالة احتياجه إليها.

-8-

في يوم من الأيام قرر (وكبينلوب) أن يخرج من الكهف الكبير كي يجلب بعض الماء، وفيما هو يتجه إلى بركة المياه القريبة من الوادي البعيد، لمح أحد رعاة قبيلته القديمة وهو يرعى بعض الخراف، فتقدم إليه وسلم عليه، فتذكره الراعي، حيث أنهما كانا يرعيان الخراف معاً عندما كانا صغيرين، فجلسا وتحدثا، فبدأ (وكبينلوب) بالحديث وأخبر صديقه الراعي بما حصل معه خلال السنوات الماضية. في البداية كان (وكبينلوب) سعيداً بلقاء أحد أصدقاءه القدامى، ولكنه صدم عندما أخبره هذا الصديق بما حصل مع (نولكماليو) وقصة مقتله، وما حصل بين سكان القبيلة من شقاق وتفرقة بسبب الإلهين المقدسين الكبير والصغير.

ظل الاثنان يتحدثان لساعات وساعات ولم يعيروا إهتماماً للخراف التي تتجول حولهم وهي تتظاهر بالرعي وأكل الأعشاب حتى أوشكت الشمس على الغروب.

طلب (وكبينلوب) من صديقه الراعي بأن لا يخبر أحداً من سكان القبيلة عن رجوعه أو عن مكان اختبائه.


-9-

كان الليل قد حل على القبيلة ونام معظم السكان، أما في الحظيرة، فقد كانت الخراف ما زالت مستيقظة، وكانت الخرفان التي عادت من الرعي قد بدأت بإبلاغ الكبش الكبير عما سمعته من حديث بين (وكبينلوب) وصديقه الراعي، وبعد أن استمع الكبش الكبير لتقريرها، صمت برهة ثم قال مخاطباً جمع الخراف في الحظيرة: "قد يكون (وكبينلوب) خير شريك لنا في ثورتنا، ويبدو أنه قد توصل إلى الكثير من أسرار الأولين وإختراعتهم، وهذا ما سيسرع عملية سيطرتنا على العالم...."

ثم أضاف قائلاً: "لنبقي أعيننا وأذاننا مفتوحة في الأيام القادمة، لنرى ما سيحصل بين أتباع الزعيم وأتباع (ندالنب)، وحماية (وكبينلوب) من أي خطر قد يترصده من كلا الجانبين.... أني أرى النصر قريباً يا معشر الخرفان، النصر لنا....."

وهنا ترددت أصوات الخرفان في الحظيرة وهي تهتف "النصر لنا"، ولو كان (وكبينلوب) معهم في تلك اللحظة لكان فهم لغتهم، فقد كانوا يتكلمون طوال الوقت بلغة يعرفها جيداً..... إنها لغة الأولين...

.

مع تحياتي

والى اللقاء مع الجزء الثالث و الأخير من "السر العظيم"...

(ثورة الخرفان أو المعركة الأخيرة)


MHJ


الهوامش:

* في يوم 27 أذار 2007 ، أعلنت جامعة نيفادا-رينو University of Nevada-Reno بأن البروفيسور "إسماعيل زنجاني" وبعض زملائه قد تمكنوا من صنع خروف يمتلك 15% من الصفات البشرية في خلاياه عن طريق الهندسة الجينية. ومن الجدير بالذكر أن نصف الاعضاء الداخلية للخروف الجديد هي أعضاء بشرية بالولادة، والهدف من ذلك، هو الحصول على أعضاء بشرية صالحة للزرع عند البشر، كالكبد مثلاً.

الخروف الجديد يشبه الخروف العادي في الشكل العام، والاختلافات الرئيسية تتمثل في المستوى الخليوي والتشريح الداخلي. وهو ينتج خراف معدلة بنفس صفاته عند تكاثره، وسيؤدي هذا الانجاز الى ثورة طبية في مجال زرع الاعضاء وانتاجها.

للمزيد من التفاصيل عن الموضوع:

http://science.slashdot.org/article.pl?sid=07/03/26/2013236

http://www.unexplained-mysteries.com/forum/index.php?showtopic=91521

http://www.rgj.com/news/stories/html/2005/03/30/95831.php



12 comments:

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  2. عبقري عزيزي العرب في الفضاء بجد جميلة القصة وسعيد أنا بمتابعتها ولكن البشر لا يصبحون بشر إلا بعقولهم وأرواحهم وليس بمجرد الأعضاء الداخلية

    ReplyDelete
  3. Anonymous1:33 PM

    Amazing, imagine what we could do! I always wanted to study genetic engineering, but I would require to wait years to master and have some funding for it... but truely amazing, and I love how you put the information you find in your stories like that... long live the sheep!

    The funny guy

    p.s. waiting for the 3rd installment, let it have a good ending ;)

    ReplyDelete
  4. Anonymous8:52 PM

    عزيزي العرب في الفضاء

    كم اتمنى ان تحكمنا الخرفان على ان يحكمنا شلة من الكهنة العربان.

    ReplyDelete
  5. شباب روش طحن،
    قد أوفقكم الرأي هنا، ولكننا لا نعلم فعلياً ما سيحصل في المستقبل البعيد، وبالطبع لي مقاصد مختلفة في إمكانية تطور الخرفان المذكورة في القصة، أشكركم جداً على المرور والتعليق. وتقبلوا تحياتي.

    Dear Funny Guy,
    Thanks a lot for passing by, it the same to me, I had this subconscious dream about studying Genetic engineering, image what you can do with it, just today I heard that 170 scientists succeeded in decoding the genetic map for the Indian monkey as a part of solving the HIV problem and find the cure.
    Regarding the story, till now I didn’t find a suitable ending, though some of the events already started to form in my mind.

    Regards my friend,

    عزيزي صلعم،
    حين كنت أكتب الجزء الثاني، دارت ببالي نفس الخاطرة، شكراً على المرور، وتقبل خالص تحياتي، ما أخبار الوحي؟


    MHJ

    ReplyDelete
  6. I want that they forgive me for my errors thank you

    أريد أن تغفر لي بلدي الاخطاء شكرا

    ReplyDelete
  7. Dear David,

    I am honored by your visit to my Blog, Thanks a lot.

    Yours,
    MHJ

    ReplyDelete
  8. القصة مشوقة جدا انتظر الجزء التالي بفارغ الصبر...

    ReplyDelete
  9. سيخرج لك المؤمنين متهمين تلك الأبحاث بالكفر واللعب بمخلوقات الله ولا يجوز..

    أعتقد مصدر الخوف هو تمكن الإنسان من اكتشاف سر الخلق مع العلم وعندها تنكشف اكاذيب الأديان..

    بإنتظار الجزء الثالث

    تحياتي

    ReplyDelete
  10. للأسف باقي جزئ و تنتهي القصه

    :(

    ReplyDelete
  11. Anonymous1:54 PM

    This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  12. Anonymous1:55 PM

    مبدع كالعادة عزيزي رائد الفضاء

    أجمل تحيات راعي الإبل

    ReplyDelete